وقد قال ابن تيمية -رحمه الله- في موضع آخر: جَعَلَ -تعالى- لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم حَقًّا فِي الصَّدَقَاتِ الَّتِي حَصَرَ مَصَارِفَهَا فِي كِتَابِهِ وَتَوَلَّى قَسْمَهَا بِنَفْسِهِ، وَكَانَ هَذَا تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُم يُعْطَوْنَ مِن الْمَصَالِح - وَمِن الْفَيءِ عَلَى الْقَوْلِ الصَّحِيح - الَّتِي هِيَ أَوْسَعُ مَصْرِفًا مِن الزَّكَاةِ؛ فَإنَّ كُلَّ مَن جَازَ أَنْ يُعْطَى مِن الصَّدَقَةِ أُعْطِيَ مِن الْمَصَاَلِحِ وَلَا يَنْعَكِسُ ..وَالْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُم هُم مِن أَهْلِ الْمَنْفَعَةِ الَّذِينَ هُم أحَقُّ بِمَالِ الْمَصَالِحِ وَالْفَيءِ، وَلهَذَا أَعْطَاهُم النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِن الْفَئِ وَالْمَغَانِمِ كَمَا فَعَلَهُ بِالذهَيْبَةِ الَّتِي بعثَ بِهَا عَلِي مِن الْيَمَنِ.وَكَمَا فَعَلَ فِي مَغَانِم حنين حَيْثُ قَسَّمَهَا بَيْنَ رُؤَسَاءِ قُريشِ وَأَهْلِ نَجْدِ وَقَالَ: "إنِّي لَأُعْطِي رِجَالًا وَأدَعُ مَن هُوَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْهُمْ، أُعْطِي رِجَالًا لِمَا فِي قُلُوبِهِم مِن الْهَلَعِ وَالْجَزَعِ وَأَكِلُ رِجَالًا إلَى مَا جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِم مِن الْغِنَى وَالْخَيْرِ". (٢٩/ ١٨٢ - ١٨٣)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute