(٢) اتخذ بنو إسرائيل بيتَ المقدس قبلة لا عن وحيِ من الله، بل شرع لهم ذلك بعض أحبارهم. وقبلتهم إنما هي الكعبة، وقد جزم بذلك الزمخشري والبيضاوي. تفسير الزمخشري (٢/ ٣٦٤)، تفسير البيضاوي (٢/ ١٢٢). وقد روى أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن خالد بن يزيد بن معاوية قال: لم تجد اليهود فى التوراة القبلة، ولكن تابوت السكينة كان على الصخرة، فلما غضب الله على بني إسرائيل رفعه، وكانت صلاتهم إلى الصخرة عن مشورة منهم. قال البغوي في قوله تعالى: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس: ٨٧]، معناه: واجعلوا وجوه بُيُوتَكُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: كَانَتِ الْكَعْبَةُ قِبْلَةَ مُوسَى وَمَن مَعَهُ. اهـ. وقال النسفي فى تفسيره (٢/ ٣٧) عند هذه الآية: اجعلوا بيوتكم مساجد متوجهة إلى القبلة وهي الكعبة، وكان موسى ومن معه يصلون إلى الكعبة. (٣) وقد يحرم ذلك وقد يجب وقد يُسنّ. فيحرم: إذا كان ذلك على سبيل التعالي والغرور وازدراء الآخرين. ويجب: إذا كان ذلك لابعاد التهمة عن نفسِه، كان يُتهم أنه لا يُصلي أو لا يعدل مع أهله ونحو ذلك.