للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوّل وقصر الثّاني وعكسه لتصادم المذهبين (١)، وحكى في الهمزة الأولى الإبدال إتباعا للرّسم، وإن شئت مددت أو قصرت، فيكون الحاصل خمسة في الأولى تضرب في خمسة الثّانية تبلغ خمسة وعشرين ولا تصح، ونظمها الشّيخ بدر الدين ابن أم قاسم في قوله:

في هؤلاء إذا وقفت لحمزة … عشرون وجها ثمّ خمس فاعرف

أولاهما سهّل أو ابدل معهما … مد وقصر أو فحقق واقتف

وترام بالوجهين ثانية وإن … تبدل فتلك ثلاثة لا تختفي

وتضرب خمس قد حوت أولاهما … في خمسة أخرى تتم لمنصف

ووافقه الأعمش.

وأمّا هشام: فيسهل المتطرّفة فله أوجهها المذكورة.

وأمّا ﴿أَنْبِئْهُمْ﴾ (٢) فلم يبدل همزتها ورش من طريق الأزرق بل ولا من طريق الأصبهاني، ولا أبو عمرو ولا أبو جعفر ولا اليزيدي فاتّفق كلّ القرّاء على تحقيقها، نعم أبدلها في الوقف حمزة على قاعدته، واختلف عنه مع إبدالها في ضمّ الهاء وكسرها فالجمهور على الضمّ اعتبارا بالأصل، وهو أقيس بمذهبه في اعتبار نحو ﴿عَلَيْهِمْ،﴾ وذهب ابن مجاهد وابنا غلبون إلى الكسر مناسبة للياء اعتبارا للّفظ نحو ﴿فِيهِمْ،﴾ ووافقه الأعمش بخلف عنه، وكذا وافقه الحسن على البدل وكسر الهاء إلاّ أنّه عمّ الوصل والوقف.

وفتح ياء الإضافة من ﴿إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ﴾ (٣) نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ووافقهم ابن محيصن واليزيدي، وسكّنها الباقون.


(١) النشر ١/ ٣٥٥، ٥٥٠.
(٢) البقرة: ٣٣، المبهج ٢/ ١٣٨، مفردة الحسن: ٢٠٩، إيضاح: ١٤٦، ٣١٤، المصطلح: ١٨٧.
(٣) البقرة: ٣٣، النشر ٢/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>