للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتّباع الخط فيهما لم يخرج عن القياس باعتبار ما ذكرته من تقدير الإبدال فيهما قبل الإسكان فثبت بذلك صحّة الإبدال فيهما، والوجهان صحيحان أخذهما جمهور القرّاء إلاّ أنّ الأشهر عندهم الإبدال، وحكي بين بين، وحكي تشديد الفاء والزّاي على الإدغام وهو ضعيف قياسا ورواية، وحكي ضمهما في الوقف، فيقال: «هزؤا» و «كفؤا» مع إبدال الهمزة واوا اتّباعا للرسم ولزوما للقياس، ووافقه المطّوّعي، واختلف في إسكان العين وضمّها منهما فأسكن الزّاي من «هزؤا» حيث أتى حمزة وكذا خلف، وأسكن الفاء من ﴿كُفُواً﴾ حمزة وكذا يعقوب وخلف، وهو لغة تميم وأسد وعامة قيس، ووافقهم في الموضعين المطّوّعي، وقرأ الباقون بضمّهما وهو لغة الحجازيين (١) /.

واختلف كذلك في عين ﴿الْقُدُسِ﴾ و ﴿خُطُواتِ﴾ و ﴿الْيُسْرَ﴾ و ﴿الْعُسْرَ،﴾ و ﴿جُزْءاً،﴾ و ﴿الْأُكُلِ،﴾ و ﴿الرُّعْبَ،﴾ و ﴿رُسُلُنا،﴾ وبابه، و ﴿السُّحْتَ،﴾ و ﴿وَالْأُذُنَ،﴾ و ﴿قُرْبَةٌ،﴾ و ﴿جُرُفٍ،﴾ و ﴿سُبُلَنا،﴾ و ﴿عُقْباً،﴾ و ﴿نُكْراً،﴾ و ﴿رُحْماً،﴾ و ﴿شُغُلٍ،﴾ و ﴿نُكُرٍ،﴾ و ﴿عُرُباً،﴾ و ﴿خُشُبٌ،﴾ و ﴿فَسُحْقاً،﴾ و ﴿ثُلُثَيِ اللَّيْلِ،﴾ و ﴿عُذْراً،﴾ و ﴿نُذْراً:

فأمّا الدّال من «القدس» حيث جاء وهو أربعة (٢):

﴿وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما،﴾ و ﴿بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ هنا، و ﴿إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ ب «المائدة»، ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ﴾ ب «النحل» (٣):

فأسكنها ابن كثير، وهو لغة، أو مخفف من الأخرى استثقالا للضّمتين ووافقه ابن محيصن، وقرأ الباقون بالضّم.


(١) النشر ١/ ٤٨٢، شرح الهداية: ٦٨، كنز المعاني ٣/ ١١٣٤.
(٢) كنز المعاني ٣/ ١١٤٥، النشر ٢/ ٢١٦، مفردة ابن محيصن: ٢٠٩، إيضاح الرموز: ٢٧٣، مصطلح الإشارات: ١٤٣.
(٣) البقرة: ٨٧، ٥٣، المائدة: ١١٠، النحل: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>