للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملتئمة الأجزاء كأنّها جسم واحد، وريح الرّحمة ليّنة متقطعة فلذلك هي رياح، وأفردت مع الفلك لأنّ ريح إجراء السفن إنّما هي واحدة متّصلة، ثمّ وصفت بالطّيّبة فزال الاشتراك بينها وبين ريح العذاب" (١) انتهى.

واختلف في ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ﴾ (٢) فنافع وابن عامر وكذا ابن وردان بخلف عنه، ويعقوب بالمثناة من فوق على أنّه خطاب للنّبي و ﴿الَّذِينَ﴾ نصب، و ﴿إِذْ﴾ ظرف ﴿يَرَى،﴾ وأجرى المستقبل مجرى الماضي لتحقّقه كقوله: ﴿وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ﴾ (٣)، أو بدل اشتمال من ﴿الَّذِينَ﴾ على حدّ قوله - تعالى - ﴿وَاُذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ اِنْتَبَذَتْ﴾ (٤)، وجواب: ﴿لَوْ﴾ محذوف على هذه القراءة والآتية، أي:

لو ترى يا محمد ذلك لرأيت أمرا فظيعا، وقد كان علم ذلك ولكن خوطب والمراد أمّته فإنّ فيهم من يحتاج لتقوية علمه بمشاهدة مثل ذلك، وافقهم الحسن، وقرأ الباقون بمثناة من تحت على إسناد الفعل إلى الظّالم لأنّه المقصود بالوعيد والتهديد، و ﴿الَّذِينَ﴾ رفع، و ﴿إِذْ﴾ مفعوله، وجواب ﴿لَوْ﴾ محذوف على هذه القراءة أيضا - كما تقدّم -.

وأمال ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ﴾ في الوصل السّوسي بخلف عنه، والفتح له من زيادة (الشّاطبيّة) على أصلها، والباقون بالفتح في الوصل، فإن وقف على ﴿يَرَى﴾ فأبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف بالإمالة، وافقهم الأعمش، ولورش من طريق


= - وقال حسين أسد: إسناده ضعيف، والشافعي في مسنده (٣٦١)، وفي سنن البيهقي ٦/ ١٩ (٢٠٩٦)، والطبراني في الدعاء (٩٧٧)، والبيهقي في الدعوات الكبير ٢/ ٨٠ (٣١٨)، والهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ١٣٥، وقال رواه الطبراني، وفيه «حسن» بن قيس وهو متروك، وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ٩/ ٢١٨ (٤٢١٧): ضعيف جدا.
(١) تفسير ابن عطية ١/ ٢١٩.
(٢) البقرة: ١٦٥، النشر ٢/ ٢٢٥، المبهج ١/ ٤٨٩، إيضاح الرموز: ٢٩١، مصطلح الإشارات: ١٥٧، الدر المصون ٢/ ٢١٢، كنز المعاني ٣/ ١١٩٠.
(٣) الأعراف: ٤٤.
(٤) مريم: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>