للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن عباس قال: "كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السّور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول:" ضعوا هذا في السّورة التي يذكر فيها كذا " (١)، الحديث.

نعم ترتيب السّور بعضها أثر بعض كان يقع بعضه منهم بالاجتهاد.

وهل يتعين ترتيب السّور في القراءة؟، قال ابن بطال (٢):" لا نعلم أحدا قال بوجوبه بل يجوز أن يقرأ/الكهف قبل البقرة، والحج قبل الكهف مثلا " (٣).

وأمّا ما جاء عن السّلف من النّهي عن قراءة القرآن منكوسا فالمراد به: أن يقرأ من آخر السّورة إلى أوّلها (٤).

وقد جاء عن عثمان: أنّه إنّما أمر بكتابة المصاحف بعد أن استشار الصّحابة


= - ١/ ١٣٣٣ (١٩٠)، والمصاحف: ٢٢٠ (٩٤)، والخبر ضعيف سندا ومتنا، ففي إسناده محمد بن إسحاق، وهو مدلس وقد عنعن، قال الهيثمي في المجمع ٧/ ٣٥:" رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات "، ولانقطاعه كما ذكر الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند ٣/ ١٧١٥:" عباد بن عبد الله بن الزبير ثقة، لكنه لم يدرك قصة جمع القرآن بل ما أظنه أدرك الحارث بن خزمة "، وضعيف متنا قال أحمد شاكر:" إن الذي رواه البخاري في قصة آخر براءة هو الثبت، أما هذا فإنه منكر شاذ مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن بلّغه رسول الله لأمته سورا معروفة مفصلة، ليس لعمر ولا لغيره أن يرتب فيه شيئا ولا أن يضع آية مكان آية، ولا أن يجمع آيات وحدها فيجعلهاسورة، ومعاذ الله أن يجول شئ من هذا في خاطر عمر "، وانظر تعليق محقق كتاب المصاحف هامش: ٢٢٠، وانظر النص في الفتح ٩/ ١٥.
(١) أحمد ١/ ٥٧ (٣٩٩) وأشار له الأرناؤوط بالضعف، رواه الترمذي ٥/ ٢٧٢ (٣٠٨٦)، والحاكم ٢/ ٣٦٠ (٣٢٧٢) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأبو داود ١/ ٢٠٨ (٧٨٦)، والنسائي ٥/ ١٠ (٨٠٠٧)، وابن حبان ١/ ٢٣٠ (٤٣)، وابن أبي شيبة ٧/ ٢٦٧ (٣٥٩٥٣)، ومعرفة السنن ٢/ ٣٦٥، ومشكل الآثار ١/ ١٢٠ (١٣١)، والمصاحف ٢٢٥ (٩٧)، وضعيف الترمذي ١/ ٣٨٠، انظر: بحث محقق كتاب المصاحف: ٢٢٦، فإنه مهم.
(٢) علي بن خلف بن بطال القرطبي، المعروف بابن اللجام، أخذ عن أبي عمر الطلمنكي، وابن عفيف، ألف شرح البخاري، مات سنة ٤٤٩ هـ، السير ١٨/ ٤٧، الصلة ٢/ ٤١٤.
(٣) شرح صحيح البخاري لابن بطال ١٠/ ٢٣٩، وفتح الباري لابن حجر ٩/ ٤٠.
(٤) الفتح ٩/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>