للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخرج ابن أبي داود بإسناد صحيح من طريق سويد بن غفلة (١) قال: قال علي: لا تقولوا في عثمان إلاّ خيرا فو الله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلاّ عن ملأ منّا، قال:

ما تقولون في هذه القراءة؟، فقد بلغني أنّ بعضهم يقول: إنّ قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟، قال: أرى أن نجمع النّاس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: نعم ما رأيت" (٢).

وفى رواية مصعب بن سعد (٣): "فقال عثمان: من أكتب النّاس؟، قالوا: كاتب رسول الله زيد بن ثابت، قال: فأيّ النّاس أعرب؟ وفي رواية: أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص (٤)، قال: فليمل سعيد، وليكتب زيد" (٥).

ومن طريق سعيد بن عبد العزيز (٦): "إنّ عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص بن أمية لأنّه كان أشبههم لهجة برسول الله " (٧).


(١) سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر، قيل له صحبة ولم يصح، حدث عن أبي بكر، وعمر وعثمان وعلي، وعنه أبو ليلى والشعبي والنخعي، مات سنة ٨٢ هـ، وكان زاهدا متواضعا، انظر: السير ٤/ ٦٩، أسد الغابة ٢/ ٢٧٩، شذرات الذهب ١/ ٩٠.
(٢) الخبر أخرجه أبو داود في المصاحف ٢٠٦ (٧٦) وأشار محققه له بالضعف، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤١/ ١٦.
(٣) مصعب بن سعد بن أبي وقاص القرشي، روى عن أبيه، وعبد الله بن عمر وعلي بن ابي طالب، روى عنه سماك بن حرب، وعاصم بن بهدلة، كان ثقة كثير الحديث، مات سنة ١٠٣ هـ، انظر: تهذيب الكمال ٢٨/ ٢٤، السير ٤/ ٣٥٠.
(٤) ابن أبي أحيحة، مات رسول الله وله تسع سنين، ولم يرو عن النبي شيئا، روى عن عمر وعائشة، روى عنه عروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله، اعتزل الفتنة، مات سنة ٥٩ هـ، انظر: السير ٣/ ٤٤٤، الطبقات الكبرى ٥/ ٣٠، أسد الغابة ٢/ ٣٩١.
(٥) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف: ٢٠٩ (٨٠)، بسند صحيح، وابن شبة ٣/ ٢٢١.
(٦) ابن أبي يحيى، أبو محمد التنزخي الدمشقي، ولد سنة ٩٠ هـ، قرأ القرآن على ابن عامر، وحدث عن مكحول والزهري، حدث عنه الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، اختلط قبل موته، مات سنة ١٦٧ هـ، انظر: السير ٨/ ٣٢ (٥)، غاية النهاية ١/ ٣٠٧.
(٧) المصاحف: ٢١١ (٨٢)، وأشار المحقق للخبر بالضعف لأن سعيدا لم يدرك سعيد بن -

<<  <  ج: ص:  >  >>