للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «ضرّب»، و «صائم» و «صوّم».

واختلف في ﴿وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (١) ف "ابن كثير وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب ردّا على الذين كفروا، وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش، وقرأ الباقون بالخطاب ردّا على قوله: ﴿لا تَكُونُوا﴾ فهو خطاب للمؤمنين، وجاء هنا بصفة البصر، قال الراغب (٢):" علّق ذلك بالبصر لا بالسمع، وإن كان الصّادر منهم قولا مسموعا لا فعلا مرئيّا لأنّه لمّا كان ذلك القول من الكافر قصدا منه إلى عمل يحاوله، فخصّ البصر بذلك، كقوله لمن يقول شيئا وهو يقصد فعلا يحاوله: "أنا أرى ما تفعله" (٣).

واختلف في ﴿مُتُّمْ﴾ (٤)، و ﴿مِتْنا﴾ (٥)، و ﴿مِتُّ﴾ (٦) الماضي المتّصل بضمير التّاء أو النّون أو الميم حيث وقع، فنافع وحفص وحمزة الكسائي وكذا خلف بكسر الميم في ذلك كلّه إلاّ أنّ حفصا ضم الميم هنا في الموضعين فقط، فوجه الكسر أنّه من لغة من يقول: «مات يمات»، ك «خاف، يخاف»، وعليه قوله (٧):

بنيّتي يا أسعد البنات … عيشى ولا نأمن أن تمات


(١) آل عمران: ١٥٦، النشر ٢/ ٢٤٣، إيضاح الرموز: ٣٣٠، مصطلح الإشارات: ١٩٢.
(٢) هذا القول في تفسير الراغب الأصبهاني ٣/ ٩٤٤ من أول القول إلى آخر الفقرة.
(٣) المبهج ٢/ ١٦٦، مفردة الحسن: ٢٤٣، والكلام بنصه من الدر المصون ٣/ ٤٥٦.
(٤) آل عمران: ٥٧، ١٥٨، المؤمنون: ٣٥، الصف: ٨، النشر ٢/ ٢٤٤، المبهج ١/ ٥٣١، مفردة ابن محيصن: ٢٢١، إيضاح الرموز: ٣٣٠، مصطلح الإشارات: ١٩٢، الدر المصون ٤/ ٢٢٣ وما بعدها، تفسير البيضاوي ٢/ ١٠٨، البحر المحيط ٣/ ٤٠٦.
(٥) المؤمنون: ٨٢، الصافات: ١٦، ٥٣، ق: ٣، الواقعة: ٤٧.
(٦) مريم: ٢٣، ٦٦، الأنبياء: ٣٤.
(٧) البيت من الرجز، قال محقق الصحاح ١/ ٢٦٦ قائله: خطام المجاشعي، وقيل لا يعرف قائله، والشاهد فيه قوله: "تمات" فهي لغة طيء تكلموا بها، وهو من شواهد جمهرة اللغة ٣/ ٤٨٥، برواية: «يا سيدة»، و «لا يؤمن»، وشرح الشافية ١/ ١٣٧ برواية: «سيدة»، لسان العرب ٢/ ٩٠، تاج العروس ٥/ ٩٧، المعجم المفصل ٩/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>