للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصل: «موت» بكسر العين ك «خوف» فجاء مضارعه على «يفعل» بفتح العين فعلى هذه اللغة يلزم أن يقال في الماضي المسند إلى التّاء، وإحدى أخواتها:

«متّ» بالكسر ليس إلاّ، وهو أنّا نقلنا حركة الواو إلى [الفاء] (١) بعد سلب حركتها دلالة على بنية الكلمة في الأصل، وهذا أولى من قول من يقول: "مت" بالكسر مأخوذ من لغة من يقول: "يموت" بالضم في المضارع، وجعلوه شاذا في القياس كثيرا في الاستعمال كالمازني والفارسي ونصّ عليه سيبويه وغيره من متقدمي البصرة (٢)، وسمع منه في الصحيح: «فضل» «يفضل»، قال المازني: "لم يأت على هذا الوزن إلاّ ثلاث معتلات: «مات» و «دام»، وصحيح «فضل»، وإذا ثبت كونه لغة فلا معنى لادّعاء الشذوذ، وافقهم الأعمش وابن محيصن من (المفردة)، وفي أحد الوجهين من (المبهج) في موضعي «الصافات» /وقرأ الباقون بالضم في الجميع، وبه قرأ حفص هنا فقط، وافقهم ابن محيصن في الوجه الثّاني من (المبهج) في غير حرفي «الصافات» فإنّهما بالكسر عنه بلا خلاف، ووجه الضّم أنّه من «فعل» بفتح العين من ذوات الواو، وكلّ ما كان كذلك فقياسه إذا أسند إلى تاء المتكلم وأخواتها أن تضم فاؤه، إمّا من أوّل وهلة، وإمّا بأن نبدل الفتحة ضمة ثمّ ينقلها إلى الفاء على اختلاف بين التصريفين، وذلك نحو: «قلتم» و «قلت» أصله: «قولت» بفتح، فإنّه وضم عينه فنقلت حركة العين إلى الفاء فبقيت ساكنة وبعدها ساكن فحذفت للسّاكنين، وأمّا حفص ومن فرّق فجمع بين اللغتين.

واختلف في ﴿مِمّا يَجْمَعُونَ﴾ (٣) فحفص بالغيب على الرجوع على الكفار المتقدمين أو على الالتفات من خطاب المؤمنين، وقرأ الباقون بالخطاب جريا على قوله ﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ﴾.


(١) هكذا في (ط) والدر، وفي غيرهما [الألف].
(٢) المنصف شرح تصريف ابن جني للمازني ١/ ٢٥٦، الحجة ٣/ ٩٣، الكتاب ٢/ ٣٦١.
(٣) آل عمران: ١٥٧، النشر ٢/ ٢٤٤، المبهج ١/ ٥٣١، إيضاح الرموز: ٣٣١، مصطلح الإشارات: ١٩٣، الدر المصون ٣/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>