للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بتاء الخطاب فيها وفتح الباء الموحدة فيهما معا، وافقهم الأعمش، فالفعلان مسندان إلى ضمير المخاطب إمّا الرّسول أو كلّ من يصلح للخطاب، ومن ثمّ فتحت الباء، والكلام في المفعولين كالكلام فيهما في الآية السّابقة على القول بأنّ الفعل الأوّل مسند لضمير غائب، والفعل الثّاني توكيد الأوّل، والفاء زائدة أي لا تحسبن يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم كذلك، وقرأ نافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بياء الغيب في الأوّل وتاء الخطاب في الثّاني وفتح الباء الموحدة فيهما مغايرة بين الفاعلين إسنادا للأوّل إلى ﴿الَّذِينَ،﴾ والثّاني إلى النّبي فيؤخذ الكلام على الفعل الأوّل في الكلام على قراءة أبي عمرو، والثّاني من الكلام على قراءة عاصم إلاّ أنّه يمتنع هنا أن يكون الفعل الثّاني تاكيدا للأوّل لاختلاف فاعليهما فتكون الفاء هنا عاطفة ليس إلاّ، وقال أبو علي في (الحجة): "إنّ الفاء زائدة، فالثاني بدل من الأوّل" قال: "وليس هذا موضع العطف لأنّ الكلام لم يتم ألا ترى أنّ المفعول الثّاني لم يذكر بعد"، قال السمين: وفيه نظر لاختلاف الفعلين باختلاف فاعليهما، انتهى ملخصا (١).

وافقهم الحسن، وفتح السّين في الفعلين كغيرهما على الأصل ابن عامر وعاصم وحمزة وكذا أبو جعفر، وافقهم الحسن والمطّوّعي.

وأمال ﴿مَعَ الْأَبْرارِ،﴾ و ﴿خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ﴾ (٢) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصّوري والكسائي وكذا خلف، وافقهم اليزيدي والأعمش، وأمالها - ورش من طريق الأزرق وحمزة بخلف عنه - صغرى، وهو الذي في (الشّاطبيّة) عن حمزة ك (التّيسير)، وروى عنه الكبرى، ورواه الجمهور من العراقيين من رواية خلف، وقطعوا بالفتح لخلاّد، وفي (العنوان) إمالتها لحمزة وأبي الحارث فقط، وبالتّقليل لنافع وابن ذكوان، وبالفتح للباقين، وقرأ الباقون بالفتح.


(١) الحجة ٢/ ٢٥٢، الدر المصون ٣/ ٥٢٩.
(٢) آل عمران: ١٩٣، ١٩٨، النشر ٢/ ٥٩، ٢/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>