للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشترط فمعاد تقديرا فلا وجه للتّخطئة ولا التفات للطاعن، قال الجعبري:" وقبيح ممّن يرى قراءة متواترة ويعتقد قبحها " (١)، انتهى.

ووافق حمزة المطّوّعي عن الأعمش، وقرأ الباقون بالنّصب عطفا على لفظ الجلالة أي: واتقوا الأرحام فصلوها ولا تقطعوها، أو عطفا على محل الجار والمجرور كقولك:" مررت بزيد وعمرو "، أو قيل: إنّ هذا في الحقيقة من عطف الخاص على العام وذلك أنّ معنى اتقوا الله اتّقوا مخالفته وقطع الأرحام مندرج فيها، وقد نبّه سبحانه أنّ قرن الأرحام باسمه على أنّ صلتها بمكان منه، وفي حديث مرفوعا:

"الرّحم معلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله " (٢).

وإذا ركّبّ مع ﴿تَسائَلُونَ﴾ أنتج ثلاث قراءات:

الأولى: ﴿تَسائَلُونَ﴾ بالتّشديد ﴿وَالْأَرْحامَ﴾ بالنّصب لنافع وابن كثير وأبى عمرو وابن عامر وكذا لأبي جعفر ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي.

الثّانية: ﴿تَسائَلُونَ﴾ بالتّخفيف، و ﴿وَالْأَرْحامَ﴾ بالنّصب لعاصم والكسائي وكذا خلف ووافقهم الشّنبوذي عن الأعمش والحسن.

الثّالثة: بتخفيف السّين وخفض ﴿وَالْأَرْحامَ﴾ لحمزة ووافقه المطّوّعي عن الأعمش.

وعن ابن محيصن من (المفردة) «تبدلوا» (٣) بتاء واحدة مشدّدة وصلا كالبزي في ﴿وَلا تَيَمَّمُوا﴾ وشبهه، وعنه من (المفردة) أيضا تخفيفها في الحالين، ومن (المبهج) بتائين كالباقين، وكل واضح التّوجيه.


(١) كنز المعاني ٣/ ١٣٩٦.
(٢) أخرجه مسلم ٤/ ١٩٨١ (٢٥٥٥)، وأخرجه أيضا: ابن أبي شيبة ٥/ ٢١٧ (٢٥٣٨٨)، وهناد في الزهد، ٢/ ٤٨٩ (١٠٠٣)، وأبو يعلى ٧/ ٤٢٣ (٤٤٤٦)، والديلمي ٢/ ٢٨٦ (٣٣٢٢).
(٣) النساء: ٢، مفردة ابن محيصن: ٢٢٣، المبهج ١/ ٤٢١، إيضاح الرموز: ٣٣٨، مصطلح الإشارات: ١٩٨، البحر المحيط ٣/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>