كتاب لطائف الإشارات لفنون القراءات

سورة النساء - القراءات وإعرابها - ج: 4 - ص: 13

وعن الحسن «حوبا كبيرا» (١) بفتح الحاء وهي لغة تميم، يقال: "حاب حوبا وحوبا وحابا وحؤوبا وحيابة" (٢) لغات في المصدر، وقيل: المضموم اسم المصدر، والمفتوح مصدر، وأصله من «حوب الإبل» وهو زجرها، فسمّي به الإثم، لأنّه يزجر به، ويطلق على الذنب لأنّه يزجر عنه، ومنه قوله ﵇: "إن طلاق أم أيوب لحوب" (٣)، أي لذنب عظيم، والحوبة الحاجة، ومنه في الدعاء: "إليك أرفع حوبتي" (٤)، و"أوقع الله به الحوبة"، وتحوّب فلان: إذا خرج من الحوب، ك: «تحرج» إذا خرج من الحرج وتأثم فالتضعيف فيه للتغليب.

وأمال ﴿طابَ﴾ (٥) حمزة ووافقه الأعمش وفتحه الباقون.

وأمال ﴿مَثْنى﴾ (٦) حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، ولورش من طريق الأزرق الفتح وبين اللفظين، وبه قرأ الباقون من (العنوان)، والباقين بالفتح.

وكذا الخلف في ﴿وَكَفى﴾ (٧) حيث وقع.

اختلف في ﴿فَواحِدَةً﴾ (٨) فأبو جعفر بالرّفع على الابتداء، وسوّغ الابتداء بالنّكرة

---

(١) النساء: ٢، مفردة الحسن: ٢٥٣، إيضاح الرموز: ٣٣٨، مصطلح الإشارات: ١٩٨، تفسير البيضاوي: ٢/ ١٤١، الدر المصون ٣/ ٥٥٨.
(٢) انظر المعجم الكبير ٥/ ٨٠٧، ومكان: «حؤوبا» «حوبة» وزاد: «حيبة».
(٣) مراسيل أبو داود (٢٣٣)، والطبراني في معجمه، وابن مردويه في تفسيره، والحاكم في مستدركه، وقال: صالح الإسناد، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ١٤/ ٢٥٤ (٦٦٦٦):
"أخرجه أبو داود في" المراسيل " (٩٧) ١/ ٢٣٣: وهذا إسناد صحيح، ولكنه مرسل. وقد وصله ابن مردويه، فقال: حدثنا عبد الباقي: حدثنا بشر بن موسى: حدثنا هوذة بن خليفة: حدثنا عوف عن أنس أن أبا أيوب … الحديث".
(٤) لسان العرب ١/ ٣٣٧.
(٥) النساء: ٣، إيضاح الرموز: ٣٣٨.
(٦) النساء: ٣، العنوان: ١١٤.
(٧) النساء: ٦.
(٨) النساء: ٣، النشر ٢/ ٢٤٨، المبهج ١/ ٥٣٩، إيضاح الرموز: ٣٣٨، مصطلح الإشارات: ١٩٨، الدر المصون ٣/ ٥٦٧.