للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيادة كلمة أو تغيير فيجري مجرى أثر عن الصّحابة، أو خبر عن النّبي ، فإن كان عمدا بطلت صلاته، أو سهوا سجد للسهو".

قال الزركشي:" وينبغي أن يكون هذا التفصيل في قراءة الفاتحة لا غيرها".

وقال مالك:" من قرأ بقراءة ابن مسعود وغيره من الصّحابة مما يخالف المصحف لم يصلّ وراءة " (١).

وقال في (المدونة):" من صلّى بقراءة ابن مسعود أعاد أبدا " (٢).

وقال ابن شاس (٣):" ومن قرأ بالقراءة الشاذة لم تجزءه، ومن ائتمّ به أعاد أبدا".

ونحوه قول ابن الحاجب:" والذي أفتى به علماء الحنفية: بطلان الصلاة إن غيّر المعنى، وصحّتها إن لم يغيّر، من كلّ قراءة شاذة " (٤) انتهى.

وقد أجمع الأصوليون والفقهاء وغيرهم: على أنّ الشّاذ ليس بقرآن لعدم صدق حدّ القرآن عليه أو شرطه وهو التّواتر، صرّح بذلك الغزالي، وابن الحاجب، والقاضي عضد الدّين، والنّووي، والسّخاوي في (جمال القراء)، وأجمعوا على أنّه لم يتواتر شيء ممّا زاد على العشرة، ونقل البغوي في تفسيره (٥) /: الاتفاق على جواز القراءة


= - من تمكته في الفقه أن قال: لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من حفظي، له تصانيف، منها: بحر المذهب من أطول كتب الشافعيين، والكافي، مات سنة ٥٠٢ هـ، الأعلام ٤/ ١٧٥، وفيات الأعيان ١/ ٢٩٧، طبقات الشافعية ٤/ ٢٦٤، انظر: بحر المذهب ٢/ ٣٢٩.
(١) البيان والتحصيل ٩/ ٣٧٤.
(٢) تهذيب مسائل المدونة ١/ ٩٦.
(٣) في (ق) الرشاش، وفي (ط) ابن عباس، وهو تصحيف، وفي باقي النسخ [الشاسي]، هو عبد الله بن محمد بن نجم بن شاس، نجم الدين، من أهل دمياط، شيخ المالكية في عصره بمصر، كان من كبار الأئمة، أخذ عنه الحافظ المنذري، توفي مجاهد أثناء حصار الفرنج لدمياط، من مصنفاته: الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة في الفقه، اختصره ابن الحاجب، انظر: شجرة النور: ١٦٥ وفيها أن وفاته سنة ٦١٠ هـ، والأعلام للزركلي ٤/ ٢٦٩، وشذرات الذهب ٥/ ٦٦٩.
(٤) منجد المقرئين: ٨٦.
(٥) تفسير البغوي ١/ ٣٨، النشر ١/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>