للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قتل الصيد إتلاف؛ والإتلاف مضمون في العمد والنّسيان لكن المتعمد مأثوم والمخطئ غير ملوم " (١)، قاله ابن كثير.

واختلف في ﴿كَفّارَةٌ طَعامُ﴾ (٢) فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر «كفارة» بغير تنوين «طعام» بالخفض على الإضافة لأنّ الكفارة لمّا تنوعت إلى تكفير بالطعام وتكفير بالجزاء المماثل وتكفير بالصيام حسن إضافتها لأحد أنواعها تبيينا لذلك، والإضافة تكون بأدنى ملابسة كقوله (٣):

إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة … أذاعت سليمى غزلها في القرائب

وقرأ الباقون بالتّنوين والرفع بدل في ﴿كَفّارَةٌ﴾ أي: هي من جنة، أو عطف بيان لها، قاله أبو علي الفارسي، وتعقبه الشّيخ أبو حيّان بأنّ مذهب البصريين اختصاص عطف البيان بالمعارف دون النّكرات، وتعقبه السمين بأنّ أبا علي يخالف في ذلك ويستدل بأدلة منها ﴿شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ﴾ (٤) ف ﴿زَيْتُونَةٍ﴾ عنده عطف بيان ل ﴿شَجَرَةٍ﴾، وكذلك قوله - تعالى - ﴿مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ﴾ (٥) ف ﴿صَدِيدٍ﴾ عنده بدل من ﴿ماءٍ﴾، والبدل فيهما يحتمل فلا حجة له، والبدل قد يجيء للبيان، والثالث من أوجه الرفع أنّه خبر مبتدأ محذوف أي هي طعام أي تلك كفارة" (٦)، واتّفقوا على


(١) تفسير ابن كثير ٣/ ١٩٢، والنص بتصرف يسير جدا.
(٢) المائدة: ٩٥، النشر ٢/ ٢٥٦، المبهج ٢/ ٢٢٣، مصطلح الإشارات: ٢٢٠، إيضاح الرموز: ٣٦٥.
(٣) البيت من الطويل، لا يعرف قائله، وشطره الثاني نصه "سهيل أذاعت غزلها في القرائب"، والبيت شاهد على أن الشيء قد يضاف إلى الشيء لأدني ملابسة، فأضاف الكوكب إلى الخرقاء، لأنها بدأت تغزل حين طلع، انظر: شرح الرضي ١/ ٥٠٤، الهمع الهوامع ٢/ ٥٠٠، لسان العرب ١/ ٦٣٧، شرح المفصل ٣/ ٨، الخزانة ٣/ ١١٢، شرح الشواهد الشعرية ١/ ٩٠، المعجم المفصل ١/ ٣٤٦.
(٤) النور: ٣٥.
(٥) إبراهيم: ١٦.
(٦) الدر المصون ٤/ ٤٢٦، البحر ٤/ ٢١، الحجة ٢/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>