للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى [وتكرير] (١) لها، ويعترض على هذا بأنّه يلزم بقاء المبتدأ بلا خبر والشرط بلا جزاء؟، وأجيب عنه (٢): بأنّه خبر «من» محذوف دلّ عليه الكلام.

وأمّا قراءة نافع وأبى جعفر فيؤخذ فتح الأولى وكسر الثّانية ممّا تقدّم.

واختلف في ﴿وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ﴾ (٣) فنافع وكذا أبو جعفر بتا الخطاب ﴿سَبِيلُ﴾ بالنّصب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص، وكذا يعقوب بتاء التّأنيث والرفع، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وعن الحسن بسكون لام «ولتستبين» والجمهور على كسرها، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف بياء التّذكير والرّفع، وافقهم الأعمش، وعن الحسن بسكون لام ﴿وَلِتَسْتَبِينَ﴾، والجمهور على كسرها، وهذه القراءات في هاتين الكلمتين دائرة على تذكير «السبيل» وتأنيثه وتعدي «استبان» ولزومه، وإيضاح هذا أنّ لغة تميم ونجد تذكير «السبيل»، وعليه قوله - تعالى - ﴿وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً﴾ (٤)، ولغة الحجاز التّأنيث وعليه ﴿قُلْ هذِهِ سَبِيلِي﴾ (٥) وقوله (٦):


(١) هكذا في (ط) والدر المصون ٦/ ٢٣٩ وفي غيرهما [وتكريرا] وهو خطأ.
(٢) المجيب أبو البقاء في الإملاء ١/ ٢٤٤ كما ذكر في الدر المصون ٤/ ٦٥٣.
(٣) الأنعام: ٥٥، النشر ٢/ ٢٥٩، المبهج ٢/ ٥٧٢، مصطلح الإشارات: ٢٢٩، إيضاح الرموز: ٣٧٤، الدر المصون ٤/ ٦٥٥.
(٤) الأعراف: ١٤٦.
(٥) يوسف: ١٠٨.
(٦) البيت من البسيط، وقائله جرير يهجو عمرو بن لجأ، والبيت وما بعده كما في ديوانه بلفظ «الطريق» وليس «السبيل»:
خلّ الطريق لمن يبني المنار بها … وابرز ببرزة حيث اضّطرّك القدر
يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم! … لا يلقينّكم في سوأة عمر
والمنار جمع منارة وهي أعلام الطريق، وبرزة: أم عمرو بن لجأ، يقول: تنح عن سبيل الشرف والفخر ودعه لمن هو أجدر به منك ممن يعمره ويبني منار أعلامه، والشاهد فيه: تأنيث «السبيل» بدليل ما جاء به بعها من قوله «بها»، وهو في ديوانه ١/ ٢١١، وفي شرح التصريح ٢/ ١٩٥، والكتاب ١/ ٢٥٤، واللسان ٥/ ٣١٠ (برز)، والمعجم المفصل ٣/ ٢٤٥، شرح الشواهد ١/ ٤٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>