للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقوّل فيها الله ما ليس قائلا … وكان محبّا في الخطابة وامقا (١)

ويخطئ في تركيبه لكلامه … فليس لما قد ركّبوه موافقا

وينسب إبداء المعاني لنفسه … ليوهم أغمارا وإن كان سارقا

ويخطئ في فهم القران لأنّه … يجوّز إعرابا أبى أن يطابقا

وكم بين من يؤتى البيان سليقة … وآخر عاناه فما هو لاحقا

ويحتال للألفاظ حتى يديرها … لمذهب سوء فيه أصبح مارقا

فياخسره شيخا تخرّق صيته … مغارب تخريق الصّبا ومشارقا

لئن لم تداركه من الله رحمة … لسوف يرى للكافرين مرافقا

وبالجملة فما عصم إلاّ الأنبياء ولورثتهم العلماء، وحاصل كلام الطاعنين في الأئمة أنّه لا يفصل بين المضافين إلاّ بالظّرف في الشّعر لضرورة الوزن لأنّ المضافين لشدّة افتقارهما صارا كالكلمة الواحدة (٢)، ولا بين الجار والمجرور غالبا وإنّما اغتفروا فصلهما في الشعر لضرورة الوزن بظرف الزمان لمناسبة الذوات والأحداث بافتقارهما إليه، وعمومه بخلاف المكان، وحملوا الفصل بالجار والمجرور عليه لتقديره به (٣) انتهى، وهذه الأقوال لا يعول عليها وإن كانت صادرة عن أئمة أكابر لأنّها طعن في المتواتر، وقد انتصر لهذه القراءة من يقابلهم وأورد من لسان العرب نظمه ونثره ما يشهد لصحتها، وأمّا في النثر فقال أبو بكر بن الأنباري: "هذه قراءة صحيحة وإذا كانت العرب قد فصلت بين المتضايفين بالجملة في قولهم:" هو غلام - إن شاء الله - أخيك "يريدون" غلام أخيك "فإن يفصل بالمفرد أسهل" (٤) انتهى، وقرى


(١) البيت ساقط من الأصل.
(٢) في جميع المخطوطات ما عدا الأصل بزيادة: [أو أنهما أشبها الجار والمجرور من المعلوم أنه لا يفصل بين حروف الكلمة الواحدة].
(٣) البحر المحيط ٤/ ١٣١.
(٤) الدر المصون ٥/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>