للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمد والهمز من غير تنوين فيهما، على وزن «حمراء» من قولهم: "ناقة دكاء" أي:

منبسطة السّنام غير مرتفعته، أو من قولهم: "أرض دكاء" للنّاشزة (١)، وفي التّفسير:

أنّه لم يذهب كلّه بل ذهب أعلاه فهذا يناسبه، وقرأ عاصم كذلك في الكهف فقط، وافقهم على الموضعين في السّورتين الأعمش، وقرأ الباقون بالتنوين من غير مدّ ولا همز في السّورتين مصدر واقع موقع المفعول به، أي: مدكوكا، أو مندكا أو على حذف مضاف، أي: ذا دكّ، وفي انتصابه على القراءتين وجهان: المشهور أنّه مفعول ثان ل «جعل» بمعنى صيّر، والثّاني: وهو رأى الأخفش (٢) أنّه مصدر على المعنى إذ التقدير «دكّه، دكّا»، وأمّا على القراءة الأولى فهو مفعول فقط، أي: صيره مثل: ناقة دكاء، والدّكّ والدّقّ بمعنى، وهو تفتيت الشيء وسحقه، وقيل: لتسويته بالأرض (٣)، وقال ابن عباس: صار ترابا، وقال الحسن: ساخ في الأرض (٤).

وقرأ «وأنا أول المؤمنين» (٥) بمدّ «أنا» نافع وكذا أبو جعفر.

وفتح ياء الإضافة من ﴿إِنِّي اِصْطَفَيْتُكَ﴾ (٦) ابن كثير وأبو عمرو، وافقهما ابن محيصن.

واختلف في ﴿بِرِسالاتِي﴾ (٧) فنافع وابن كثير وكذا أبو جعفر وروح بالتّوحيد، والمراد به المصدر، أي: بإرسالي إياك، ويجوز أن يكون على حذف مضاف، أي:

بتبليغ رسالتي، والرّسالة نفس المرسل به إلى الغير، وافقهم ابن محيصن، وقرأ


(١) النشز: ما ارتفع وظهر من الأرض، جمعه: نشوز ونشاز، المعجم الوسيط ٢/ ٣٢٢ (نشز).
(٢) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٣٠٩.
(٣) الدر المصون ٥/ ٤٥٠.
(٤) كنز المعاني ٣/ ١٦١١، البحر المحيط ٥/ ١٦٦، النكت والعبون ٥/ ٢٥٨.
(٥) الأعراف: ١٤٣.
(٦) الأعراف: ١٤٤، المبهج ٢/ ٣٠٩، النشر ٢/ ٢٧٦، مفردة الحسن: ٢٩٩، المبهج ٢/ ٦٠٢.
(٧) الأعراف: ١٤٤، النشر ٢/ ٢٧٢، المبهج ٢/ ٦٠٠، مفردة ابن محيصن: ٢٤٠، مصطلح الإشارات: ٢٥٠، إيضاح الرموز: ٤٠٠، الدر المصون ٥/ ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>