للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

… يا بنت عمّا لا تلومي واهجعي

ثمّ حذفوا الألف، وبقيت الفتحة دالّة عليها، وناداه بالأمّ لأنّها أقرب إلى الرّحمة، وكانا من أب وأم (١).

وعن ابن محيصن «تشمت» (٢) بفتح التّاء والميم جعل: شمت لازما فرفع به «الأعداء» على الفاعلية، فالنّهي بلفظ المخاطب والمراد به غيره، أي: لا يكن منك ما يقتضي أن تشمت بي الأعداء، والجمهور بضم التّاء وكسر الميم من: أشمت رباعيا، ﴿الْأَعْداءَ﴾ مفعول به.

وعن ابن محيصن ضم باء «ربّ اغفر لي» (٣) بلا خلاف كما في «البقرة».

وقرأ «تشاا انت» (٤) بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثّانية واوا محضة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيقهما، وافقهم الحسن والأعمش.


= - والشّاهد فيه: (عمّا) حيث أبدل الألف من الياء وأثبتها؛ والأصل: يا بنت عمّي، وهي لغة قليلة، ذلك أن المنادى المضاف إلى المضاف إلى الياء يجوز فيه إثبات الياء مفتوحة أو ساكنة مثل:
"يا غلام غلامي" إلاّ أن كان "ابن أم" أو "ابن عم" فيجوز فيه أربع لغات: فتح الميم وكسرها كما في الآيات هنا، والثالثة إثبات الياء نحو "يا ابن عمي"، والرابعة: قلب الياء ألفا "يا ابن عما"، وانظر البيت في: ديوان أبي النجم: ١٣٤، الكتاب ٢/ ٢١٤، والنوادر في اللغة لأبي زيد ١٩، خزانة الأدب ١/ ٣٦٤، الدرر ٥/ ٥٨، شرح أبيات سيبويه ١/ ٤٤٠، وشرح المفصّل ٢/ ١٣، وشرح الكافية الشّافية ٣/ ١٣٢٦، شرح قطر الندى: ٢٠٨، همع الهوامع ٢/ ٥٤، المفصل في شواهد اللغة العربية ١١/ ٦٣، شرح الشواهد ٢/ ٦٤، شرح أبيات المفصل ١/ ٢٨٢.
(١) في (ط) بزيادة: [وعن الحسن والأعمش «تشمت» بفتح التاء والميم ونصب «الأعداء»]، والصواب ما في الأصل.
(٢) الأعراف: ١٥٠، مفردة ابن محيصن: ٢٤٠، المبهج ٢/ ٦٠١، مصطلح الإشارات: ٢٥٠، إيضاح الرموز: ٤٠٠، الدر المصون ٥/ ٤٧٠.
(٣) الأعراف: ١٥١، البقرة: ٥١، ١٢٦، ٣/ ٩١، ١٤٠.
(٤) الأعراف: ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>