للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسهّل ﴿تَأَذَّنَ﴾ (١) ورش من طريق الأصبهاني بغير خلاف، وسبق في «الهمز المفرد».

واختلف في ﴿يُمَسِّكُونَ﴾ (٢) فأبو بكر بسكون الميم وتخفيف السّين من: أمسك، وقرأ الباقون بالفتح والتّشديد من: مسّك؛ بمعنى تمسّك، حكاه أهل التصريف، أي:

أنّ «فعّل» بمعنى «تفعّل»، وعلى هذا فالباء للآلة كهي [في] (٣) "تمسّكت بالحبل"، وهما لغتان، يقال: «مسكت» و «أمسكت»، ولكن أمسك متعد، قال - تعالى - ﴿وَيُمْسِكُ السَّماءَ﴾ (٤) فعلى هذا: مفعول مفعوله محذوف تقديره: يمسكون دينهم وأعمالهم بالكتاب، فالباء يجوز أن تكون للحال، وأن تكون للآلة، أي: مصاحبين للكتاب، أي: لأوامره ونواهيه.

واختلف في ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ هنا و «يس» والأول والثّاني من «الطور» (٥):

فنافع وكذا أبو جعفر بإفراد أوّل الطور، والجمع في الثّلاثة مع كسر التّاء فيها وضمّها أوّل «الطّور»، وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالإفراد في الأربعة مع ضم تاء أوّل «الطّور» وفتحها في الثّلاثة، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وقرأ أبو عمرو بالجمع في «الأعراف» وموضعي «الطّور» مع كسر التّاء في الثّلاثة، وبالإفراد في «يس» مع فتح التّاء فيه، وافقه اليزيدي، وقرأ ابن عامر وكذا يعقوب بالجمع في الأربعة مع رفع التّاء في أوّل الطّور وكسرها في الثّلاثة، وعن الحسن كأبي عمرو إلاّ أنّه رفع أوّل «الطّور» فكلّهم رفع تاء أوّل الطّور إلاّ أبا عمرو، واليزيدي فكسراها، لكن قال


(١) الأعراف: ١٦٧، النشر ٢/ ٢٧٣، الهمز المفرد ٢/ ١٣١.
(٢) الأعراف: ١٧٠، النشر ٢/ ٢٧٣، المبهج ٢/ ٦٠٣، مصطلح الإشارات: ٢٥١، إيضاح الرموز: ٤٠١، الدر المصون ٥/ ٥٠٨.
(٣) زيادة من الدر ٥/ ٥٠٨ يقتضيها السياق.
(٤) الحج: ٦٥.
(٥) الأعراف: ١٧٢، يس: ٤١، الطور: ٢١ معا، النشر ٢/ ٢٧٣، المبهج ٢/ ٦٠٣، مصطلح الإشارات: ٢٥١، إيضاح الرموز: ٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>