للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمفعول، قال البيضاوي: "من أفرطته إذا حملته على العجلة، أي: نخاف أن يحمله حامل من استكبار أو خوف على الملك أو شيطان إنسي أو جنّي على المعاجلة بالعقاب"، والجمهور بفتح الياء وضم الرّاء من فرط إذا تقدم، ومنه الفارط الذي يتقدم الواردة (١)، وفرس فرط يسبق الخيل، أي: نخاف أن يعجّل علينا بالعقوبة ولا يصير إلى إتمام الدعوة وإظهار المعجزة.

وعن المطّوّعي «كلّ شيء خلقه» (٢) بفتح اللاّم فعلا ماضيا في موضع الصّفة لكل شيء، ومفعول أعطى الثّاني حذف اقتصارا (٣)، أي: أعطى كلّ مخلوق ما يصلحه، والجمهور بسكونها، أي: أعطى كلّ شيء ممّا خلق خلقته وصورته على ما يناسب من الإتقان، لم يجعل خلق الإنسان في خلق البهائم، ولا خلق البهائم في خلق الإنسان، أو أعطى خليقته كلّ شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به، فأعطى العين الهيئة التي تطابق الإبصار، والأذن الشكل الذي يوافق الاستماع، وكذلك الأنف واللسان واليد والرجل.

وعن ابن محيصن والحسن «لا يضلّ ربّي» (٤) بضمّ الياء، أي: لا يضلّ ربي الكتاب، أي: لا يضيّعه، يقال: "أضللت الشيء"، أي: أضعته ف ﴿رَبِّي﴾ فاعل على هذا التقدير، وقيل تقديره: لا يضل أحد ربي عن علمه، أي: عن علم الكتاب فيكون الرب منصوبا على التعظيم، والجمهور بالفتح، "أي: لا يضل عن معرفة الأشياء


= - الرموز: ٥٢١، تفسير البيضاوي ٤/ ٥٢، البحر المحيط ٧/ ٣٣٧، الكشاف ٣/ ٦٦، الدر المصون ٨/ ٤٣.
(١) أي: القوم يردون الماء، المعجم الوسيط ٢/ ١٠٢٤.
(٢) طه: ٥٠، المبهج ٢/ ٦٩٨، مصطلح الإشارات: ٣٥٣، إيضاح الرموز: ٥٢١، تفسير البيضاوي ٤/ ٥٤، الدر المصون ٨/ ٤٦.
(٣) ويكون المعنى كما في الدر المصون ٨/ ٤٧:" أن كل شيء خلقه الله لم يخله من إنعامه وعطائه ".
(٤) طه: ٥٢، مفردة ابن محيصن: ٢٨١، مفردة الحسن: ٣٨١، المبهج ٢/ ٦٩٨، مصطلح الإشارات: ٣٥٣، إيضاح الرموز: ٥٢١، الدر المصون ١٠/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>