للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل هذه المادة الدلالة على الاستقصاء والنّفاد، ومنه" سحت الحالق الشّعر "، أي: استقصاه فلم يترك منه شيئا، وتستعمل في الإهلاك والإذهاب.

وأمال ﴿خابَ﴾ (١) حمزة وابن عامر بخلف عن الدّاجوني عن هشام: فأماله صاحب (الرّوضة) و (التّجريد) في آخرين، وفتحه ابن سوار وغيره، وكذلك اختلف فيها عن ابن ذكوان فأمالها عنه الصّوري وفتحها الأخفش كالباقين.

واختلف في ﴿إِنْ هذانِ لَساحِرانِ﴾ (٢) وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف «إن» و «هذانّ» بالألف وتشديد النّون، وقرأ حفص كابن كثير إلاّ أنّه خفف النّون، ووافقه ابن محيصن، وهاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية معنى ولفظا وخطّا، وذلك أنّ ﴿إِنْ﴾ المخففة من الثقيلة فأهملت، و ﴿هذانِ﴾ مبتدأ و ﴿لَساحِرانِ﴾ الخبر، واللام للفرق بين أن النافية وأن المخففة من الثقيلة على رأي البصريين لأنّها لمّا أهملت - كما هو الأفصح من وجهيها - خيف التباسها بالنافية فجيء باللام فارقة في الخبر، وهذه القراءة توافق خط المصحف فإنّ ﴿هذانِ﴾ فيه بغير ألف ولا ياء - كما يأتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى -، وقرأ أبو عمرو «أنّ» بتشديد النّون و «هذين» بالياء وتخفيف النّون، وهذه القراءة واضحة من حيث الإعراب والمعنى؛ أمّا الإعراب ف «هذين» اسم «إن» وعلامة نصبه الياء، و ﴿لَساحِرانِ﴾ خبرها، ودخلت اللاّم توكيدا، وأمّا المعنى: فإنّهم أثبتوا لهما السحر بطريق تأكيدي من طرفيه، ولكنهم استشكلوها من حيث خط المصحف؛ وذلك أنّه رسم ﴿هذانِ﴾ بغير ألف ولا ياء، فإتيانه بالياء زيادة على خط المصحف، وهذا لا ينبغي أن يردّ به (٣) على أبي عمرو، وكم جاء في الرّسم ممّا هو خارج عن القياس مع صحة القراءة به


(١) طه: ٦١، النشر ٢/ ٣٢١.
(٢) طه: ٦٣، النشر ٢/ ٣٢٢، مفردة الحسن: ٣٨٢، المبهج ٢/ ٦٩٩، مصطلح الإشارات: ٣٥٤، إيضاح الرموز: ٥٢٢، مفردة ابن محيصن: ٢٨١، الدر المصون ٨/ ٦٨، كنز المعاني ٤/ ١٩٦٠.
(٣) في (ط، س) [يرد].

<<  <  ج: ص:  >  >>