للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمال ﴿تَتَجافى﴾ (١) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتقليل، وبه قرأ نافع من (العنوان)، والباقون بالفتح.

ومعنى الآية، أي: ترتفع، وتتنحى جنوبهم عن الفرش ومواضع النوم، وفسّر بقيام في الحديث المرفوع (٢)، وعن بعضهم هو صلاة العشاء والصبح في جماعة/ وقيل صلاة الأوابين بين العشائين، وقيل: انتظار صلاة العشاء.

واختلف في ﴿أُخْفِيَ﴾ (٣) فحمزة، وكذا يعقوب بإسكان الياء فعلا مضارعا مسندا لضمير المتكلم فلذلك سكنت ياؤه لأنّه مرفوع، ويؤيدها قراءة ابن مسعود «نخفى» بنون العظمة، وعن ابن محيصن والأعمش بفتح الهمزة والفاء فعلا ماضيا مبنيّا للفاعل وهو الله - تعالى -، وأبدل الياء ألفا ابن محيصن، والشّنبوذي عن الأعمش، وسكنها المطّوّعي عنه وزاد بعدها تاء المتكلم فصارت «أخفيت»، وقرأ الباقون بضمّ الهمزة وكسر الفاء وفتح الياء مبنيّا للمفعول فمن ثمّ فتحت ياؤه.

وعن الأعمش من «قرّات» (٤) جمعا بالألف والتّاء لاختلاف أنواعها، ورويت هذه القراءة عن أبي الدرداء وأبي هريرة، وهي رواية عن أبي عمرو، وأبي جعفر، وقرأ الجمهور بالإفراد.

وقوله ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ﴾ نكرة في سياق النّفي فتعم جميع الأنفس وهذه عدة عظيمة لا تبلغ الأفهام كنههما، بل ولا تفاصيلها، وما أحسن قول الحسن: "أخفى


(١) السجدة: ١٦.
(٢) البحر المحيط ٨/ ٤٣٧، تفسير البيضاوي ٤/ ٣٥٧، والحديث في مسند أحمد ٣٦/ ٣٥٢ والطبراني في الكبير ٢٠/ ١٠٣ (٢٠٠) وغيرهما عن شهر بن حوشب عن معاذ أنه : قال وقد ذكر هذه الآية:" قيام العبد من الليل "، والحديث قال عنه الأرناؤوط صحيح بطرقه وشواهده.
(٣) السجدة: ١٧، النشر ٢/ ٣٤٨، المبهج ٢/ ٧٦٢، مصطلح الإشارات: ٤٢٢، إيضاح الرموز: ٥٩٣، الدر المصون ٩/ ٨٧.
(٤) السجدة: ١٧، المبهج ٢/ ٧٦٢، مصطلح الإشارات: ٤٢٢، إيضاح الرموز: ٥٩٣، البحر المحيط ٨/ ٤٣٨، الدر المصون ٩/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>