للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعانى إليها القلب إنّى لأمرها … سميع فما أدرى أرشد طلابها

تقديره: أم غي، وقال الفرّاء (١): الهمزة للنداء، و «من» منادى فهو كقوله (٢):

أمحمد، ولأنت صنو نجيبه …

ويكون المنادى هو النّبي وهو المأمور بقوله - تعالى -: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ كأنّه قال: يا من هو قانت قل، لكن قال في (البحر): "وهذا القول أجنبي ممّا قبله وما بعده" انتهى، وقال السمين في (الدر): "وفيه بعد، ولم يقع في القرآن نداء بغير «يا» حتى يحمل هذا عليه"، ثمّ تعقبه بما يطول ذكره، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالتّشديد فهي أم داخلة على من الموصولة أيضا وأدغمت الميم في الميم لسكون الأولى بلا مانع، وفي أم حينئذ قولان: أحدهما:

أنّها متصلة ومعادلها محذوف قبلها تقديره: أهذا الكافر خير أم الذي هو قانت؟، قال معناه الأخفش، قال أبو حيّان: "ويحتاج مثل هذا التقدير إلى سماع من العرب وهو أن يحذف المعادل الأوّل، والثّاني: أنّها منقطعة فتقدر ب «بل» والهمزة، والتقدير:

بل أم من هو قانت كغيره".

ولا خلاف في حذف ﴿يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (٣) للكل اتفاقا.

وفتح ياء ﴿إِنِّي أُمِرْتُ﴾ (٤) نافع، وكذا أبو جعفر.


= - لصحة الكلام بدون تقديره، انظر: خزانة الأدب ١١/ ٢٥١، شرح أشعار الهذليين ١/ ٤٣، مغني اللبيب: ١٣، المعجم المفصل ١/ ١٦٣، شرح الشواهد ١/ ١٥٤.
(١) معاني القرآن للفراء ٢/ ٤١٧.
(٢) البيت من الكامل، وهو لقتيلة بنت النضر بن الحارث، قالته لما قتل أبوها، وقد قال النبي :
"لو اتصل بي قبل قتله ما قتلته"، وهو في: البيان والتبيين: ٥٧٩، اللسان ٨/ ٩٢، وتاج العروس ١/ ١٩٦، وباقيه:
.................. … من قومها والفحل فحل معرق
(٣) الزمر: ١٠، النشر ٢/ ٣٦٣، المبهج ٢/ ٧٩٢، المصطلح: ٤٥٨، إيضاح الرموز: ٦٢٨.
(٤) الزمر: ١١، النشر ٢/ ٣٦٥، مفردة الحسن: ٤٦٣، المبهج ٢/ ٧٩٢، إيضاح الرموز: ٦٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>