للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذف النّون الأولى وهو لحن لأنّها علامة رفع الفعل" انتهى، وتعقبه الإمام أبو حيّان فقال: "وفي المسألة خلاف: منهم من يقول المحذوفة نون الرّفع، ومنهم من يقول: نون الوقاية، وليس بلحن لأنّ التركيب متفق عليه، والخلاف جرى في أيّهما حذف، ويختار أنّها نون الرّفع" انتهى، وهو مذهب سيبويه، وسبق في «الأنعام» (١) عند ﴿أَتُحاجُّونِّي﴾ مزيد لذلك والله أعلم، وقرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة والثّانية مكسورة وسكون الياء على الأصل في الآيتين بنون الرّفع والوقاية، وقرأ ابن كثير بإدغام نون الرّفع في نون الوقاية وفتح الياء، وقرأ الباقون كذلك إلاّ أنّهم سكنوا الياء.

وعن المطّوّعي «حقّ قدره» (٢) بفتح الدّال (٣) من التقدير، والجمهور بالسكون، أي: ما عرفوه حق معرفته وما قدروه في أنفسهم حق تقديره إذ أشركوا معه غيره وساووا بينه وبين الحجر والخشب في العبادة.

وعن الحسن «قبضته» (٤) بالنّصب على الظرفية بتقدير: «في»، قاله ابن خالويه، وهو قول الكوفيين، وأمّا البصريون فلا يجيزونه كما لا يقال: "زيد دراك" بالنّصب، أي: في دارك وهو جائز عند الكوفيين، والجمهور على الرّفع مبتدأ وخبر في محل نصب على الحال، أي: ما عظموه حق تعظيمه، والحال أنّه موصوف بهذه القدرة الباهرة التي تتحير فيها الأوهام بالإضافة إلى قدرته، وذكر القبضة واليمين على طريقة التمثيل والتخييل من غير اعتبارهما، أي: القبضة واليمين حقيقة ولا مجازا، قاله البيضاوي كالزمخشري، قال أبو حيّان: ويعني أو جهه مجاز معين والأقباب


(١) سورة الأنعام: ٨٠، ٤/ ٢١٥، الكتاب ٣/ ٥١٩.
(٢) الزمر: ٦٧، المبهج ٢/ ٧٩١، مصطلح الإشارات: ٤٣٣، إيضاح الرموز: ٥٦٦، البحر المحيط ٩/ ٢١٩.
(٣) أي «قدره».
(٤) الزمر: ٦٧، مفردة الحسن: ٤٦٣، مصطلح الإشارات: ٤٣٣، إيضاح الرموز: ٥٦٦، الدر المصون ٩/ ٤٤٤، تفسير البيضاوي ٥/ ٧٧، البحر المحيط ٩/ ٢٢٠، المحرر الوجيز ٤/ ٦٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>