للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح كالباقين، وبالتّقليل كقالون من (العنوان).

واختلف في ﴿آنِفاً﴾ (١) فالبزي من قراءة الدّاني على الفتح عن السامري عن أصحابه عن أبي ربيعة بقصر الهمزة، قال في (النّشر): "وقد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزّي" ثمّ قال: "وعلى تقدير أن يكونوا رووا القصر فلم يكونوا من طريق (التّيسير) فلا وجه لإدخال هذا الوجه في طرق / ٤٢١ ب/ (الشّاطبيّة) و (التّيسير)، نعم روى سبط الخيّاط القصر من طريق النّقّاش عن أبي/ ربيعة عن البزّي، ورواه ابن سوار عن ابن فرح عن البزّي، ورواه ابن مجاهد عن نصر بن محمد عن البزّي، ووافقه ابن محيصن"، وقرأ الباقون بالمد، وبه قرأ البزّي من رواية الحسن بن الحباب وسائر أصحابه عنه كذلك، وافقهم ابن محيصن من (المفردة) في الوجه الثّاني، والقراءتان لغتان بمعنى واحد، وهما اسما فاعل ك «حاذر وحذر» و «آسن أسن» إلاّ أنّه لم يستعمل لهما فعل مجرد، بل المستعمل «ائتنف يأتنف» و «استأنف يستأنف» و «الائتناف والاستئناف» الابتداء قال الزجاج (٢): "هو من استأنفت الشيء إذا ابتدأته، أي: ماذا قال محمد في الساعة القريبة استهزاء، إذ لم يلقوا له آذانهم تهاونا به"، قال الجعبري: "روي أنّ المنافقين كانوا يحضرون خطبة النّبي أو مجلسه فإذا خرجوا قالوا للصحابة ، أي: شيء قال محمد في الساعة المتقدمة، استهزاء وإيذانا أنّهم يحضرون وقلوبهم غائبة لاهية عن قوله، فعاقبهم الله بالطبع عليها فلن يهتدوا إذا أبدا".

وأمال ﴿زادَهُمْ﴾ (٣) ابن ذكوان وهشام بخلف عنهما، وحمزة، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالفتح، وبه قرأ ابن ذكوان وهشام في الوجه الثّاني عنهما.


(١) محمد: ١٦، النشر ٢/ ٣٧٤، مصطلح الإشارات: ٤٨٩، إيضاح الرموز: ٦٦٤، الشاطبية البيت (١٠٣٩)، التيسير: ٢٠٠، المستنير ٢/ ٧٩٤، السبعة: ٦٠٠، الدر المصون ٩/ ٦٩٦، كنز المعاني ٥/ ٢٣١٩.
(٢) معاني القرآن ٥/ ١٠.
(٣) محمد: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>