للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿الْحَمِيدِ﴾ (١) تام على قراءة رفع الجلالة بعده، وعلي النعت حسن.

وقد يكون تاما على تأويل، وغير تام على آخر، كقوله تعالى: ﴿وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ﴾ (٢) الآتي في آل عمران إن شاء الله تعالى، وقد يتأكد استحباب الوقف على التمام لبيان معنى مقصود، وهو ما لو وصل طرفاه لأوهم معنى غير المراد، نحو قوله تعالى: ﴿وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ﴾، والابتداء: ﴿إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾ (٣)، لئلا يوهم أن ذلك من قولهم، وكقوله: ﴿أَصْحابُ النّارِ﴾، والابتداء: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ﴾ (٤)، لئلا يوهم النّعت، واستدلوا للتّمام بحديث أبي بكرة:" إن جبريل أتى النّبي فقال: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل، استزده، فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده … الحديث إلى أن قال: كلّ كاف شاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، أوآية رحمة بآية عذاب " (٥)، إذا ظاهر ذلك أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنّة أو الثّواب، وتفصل ممّا بعدها إذا كان ذكر العقاب أو النّار.

وأمّا الكافي فهو أيضا كالتّمام في جواز الوقف عليه، والابتداء بتاليه، ويكثر في الفواصل كغيرها، وقد يكون كافيا على تفسير أو إعراب، غير كاف على آخر، نحو: ﴿يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ﴾ (٦) كاف: على أنّ ما بعده نافية، حسن: على جعلها موصولة، فلا يبدأ بها حينئذ.

وقد يكون كافيا على قراءة، غير كاف على غيرها، واستدلوا للكّافي بحديث ابن مسعود المروي في البخاري:" قال لي رسول الله : اقرأ على، فقلت: اقرأ عليك، وعليك أنزل؟، قال إني أحب أن أسمعه من غيري، قال:


(١) إبراهيم: ١، سبأ: ٦.
(٢) آل عمران: ٧.
(٣) يونس: ٦٥.
(٤) غافر: ٦، ٧.
(٥) أحمد في مسنده ٣٤/ ٧٠ (٢٠٤٢٥)، وصححه شعيب، مجمع الزوائد ٧/ ١٥١.
(٦) البقرة: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>