للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّه ليس من طرقنا، وبقيد المعرب بالياء نحو ﴿وَالْكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ (١) وإن أماله ابن زياد عن ابن قتيبة (٢).

ثالثها: ﴿النّاسِ﴾ المجرور (٣) حيث وقع فقرأه الدّوري عن أبي عمرو بالإمالة الكبرى للكسرة من رواية أبي طاهر بن أبي هشام عن أبي الزّعراء عنه، وهو الذي في (التّيسير) وهي رواية جماعة من أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو، واختاره الدّاني عنه من هذه الرواية، ولفظه في (جامع البيان): "واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة في ذلك لشهرة من رواها عن اليزيدي وحسن اطّلاعهم ووفور معرفتهم"، ثمّ قال: "وبذلك قرأت على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم وبه آخذ" (٤)، وقد كان ابن مجاهد يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك اختيارا منه واستحسانا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما قرأه على الموثوق به من أئمته إذ فعل ذلك في غير ما حرف وترك المجمع فيه عن اليزيدي ومال إلى رواية غيره إمّا لقوتها في العربية أو لسهولتها على اللفظ أو لقربها على المتعلم، ثمّ ذكر أمثلة لذلك، ثمّ قال: "فدلّ ذلك على أنّ الفتح اختيارا منه" (٥) انتهى.

وقد روى سائر النّاس عن الدّوري الفتح، وعليه العراقيون والمصريون والشاميون والمغاربة، وفي (الشّاطبيّة) الوجهان معا لأبي عمرو بكماله، وكذا في مختصرها لابن مالك ولفظه:

وحيث يخفض الن … ناس خلفا في الإمالة حصلا


(١) البقرة: ٢٥٤.
(٢) النشر ٢/ ٦٢، إيضاح الرموز: ٢١٤، المبهج ٢/ ٤٥٤، الكشف ١/ ١٩٧.
(٣) كما في: البقرة: ٨، ٩٤.
(٤) جامع البيان ٢/ ٧٣٧.
(٥) النشر ٢/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>