للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله في (الشّاطبيّة) (١):

وخلفهم في النّاس في الجر حصلا

وكذا تبع الشّاطبي الحكري (٢) وغيره، وقال الجعبري: "وللنقلة فيها ثلاث مذاهب: القطع بالإمالة، وبه قال الدّاني في كتاب الإمالة (٣) وحمل الفتح على غير المجرور أو على رواية غير الدّوري والسّوسي، والقطع بالفتح، وبه قال الأهوازي وجلّ العراقيين، وبه قرأ مكّي، وإجراء الوجهين، وفيه مذهبان: الإطلاق أي لكلّ من الروايتين وجهان وهو نقل (القصيد) و (التّيسير) والترتيب أي الإمالة للدّوري والفتح للسّوسي وهو نقل السّخاوي عن الشّاطبي" (٤) انتهى.

لكن لا يؤخذ من (التّيسير) سوى الإمالة المحضة - كما تقدّم - لأنّه أسند رواية الدّوري فيه عن عبد العزيز الفارسي عن أبي طاهر المذكور وقال في باب الإمالة:

"وأقرأني الفارسي عن قراءته على أبي طاهر في قراءة أبي/عمرو بإمالة فتح النّون من ﴿النّاسِ﴾ في موضع الجر حيث وقع"، قال في (النّشر): "وذلك صريح في أنّه من رواية الدّوري" (٥) انتهى، وأمّا قوله في (التّيسير): "وأقرأني غيره بالفتح وهي رواية أحمد بن جبير عن اليزيدي عنه وبه كان يأخذ ابن مجاهد" (٦)، فذكر فائدة على سبيل الاستطراد كعادته، وقد وافق اليزيدي في اختياره على الإمالة بخلف عنه أيضا، وذكر عبد الله بن داوود الخريبي عن أبي عمرو أنّ الإمالة في ﴿النّاسِ﴾ في موضع الخفض لغة أهل الحجاز، وأنّه كان يميله انتهى، ونقل عنه أنّها أفصح من الفتح، والظّاهر


(١) الشاطبية البيت (٣٣١).
(٢) النجوم الزاهرة ١/ ٤١٢.
(٣) الموضح للداني: ٩٤.
(٤) كنز المعاني ٢/ ٨٦٤، فتح الوصيد ١/ ٣٠٦، التيسير: ٥٢، الوجيز: ١٠٧، التبصرة: ١٢٩، إيضاح الرموز: ٢١٤.
(٥) النشر ٢/ ٦٢.
(٦) التيسير: ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>