للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّه استحسنها لكثرة الدّور، ولهذا لم يمل ﴿أُناسٍ﴾ ونحو ﴿الْوَسْواسِ﴾ (١)، ونبّه الجعبري على أنّ أبا عمرو لم يمل كبرى مع غير الرّاء إلاّ ﴿النّاسِ﴾ المجرور، و ﴿كانَ فِي هذِهِ أَعْمى﴾ (٢)، والياء والهاء من فاتحتي «مريم» و «طه»، ولم يمل صغرى مع الرّاء إلاّ ﴿بُشْرى﴾ في وجه (٣)، وقرأ الباقون بالفتح على الأصل.

رابعها: ﴿ضِعافاً﴾ (٤) قراءة حمزة بالإمالة المحضة من رواية خلف لمجانسة كسرة (الضّاد) إذ الكسرة تؤثر إذا كانت متأخرة مباشرة ومتقدمة مفصولة بحرف لتعذّر المباشرة - كما قدمته أوّل الباب - ولم يمنع استعلاء (الضّاد) لضعفه بالتّقدم والكسرة والعدول من الصعود إلى النزول أسهل من ضدّه، أشار إلى معناه الجعبري واختلف عن خلاّد فقطع له بالفتح العراقيون وجمهور أهل الأداء، وقرأ به الدّاني على أبي الفتح وقطع له بالإمالة ابن بلّيمة، والوجهان في (الشّاطبيّة) كأصلها وبهما قرأ الدّاني على أبي الحسن، ووافق الأعمش على الإمالة، وقرأ الباقون بالفتح على الأصل (٥).

خامسها: ﴿آتِيكَ﴾ موضعي «النمل» (٦) فقرأه خلف عن حمزة وكذا في اختياره بالإمالة الكبرى وهي رواية المغاربة كلّهم وبعض المصريين عن خلاّد، وبها قرأ الدّاني على أبي الحسن والفتح له مذهب جمهور العراقيين وغيرهم، وقرأ به الدّاني على أبي الفتح، وأطلق الوجهين لحمزة بكماله في (الشّاطبيّة) كأصلها، فوجه الإمالة الكسرة التالية لا الياء (٧).


(١) (البقرة: ٦٠، الأعراف: ٨٢، ١٦٠، الإسراء: ٧١، النمل: ٥٦)، الناس: ٤.
(٢) الإسراء: ٧٢.
(٣) يوسف: ١٩، كنز المعاني ٢/ ٨٦٥.
(٤) النساء: ٩، المبهج ٢/ ١٧٩.
(٥) النشر ٢/ ٦٤، التيسير ٥١، تلخيص: ٤٦، كنز المعاني ٢/ ٨٦٢، إيضاح الرموز: ٢١٤.
(٦) النمل: ٣٩، ٤٠.
(٧) النشر ١/ ٦٥، إيضاح الرموز: ٢١٤، التذكرة ١/ ١٩٩، التبصرة: ٣٨٤، كنز المعاني ٢/ ٨٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>