فعلى هذا: القراءة التي صح سندها ووافقت اللغة العربية ولو بوجه ولم تُخالف المصحف ولو لم يقرأ بها أحدُ القراء العشرة: لا تُسمى شاذة كما قرره ابن الجزري ومكي وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتجوز الصلاة بها. فهو يُفرقون في القراءة الشاذة بين ما خالفت المصحف وما وافقته. فيمكن تعريف القراءة الشاذة على رأيهم: بأنها ما صح سنده، ووافقت العربية ولو بوجه وخالفت رسم المصحف. لكن يكاد يتفق القراء وعلماء القرآن على "أن ما وراء القراءات العشر مما صحت روايته آحادًا ولم يستفض ولم تتلقه الأمة بالقبول: شاذ وإنْ وافق رسم المصحف وقواعد العربية". يُنظر: الْمَسَائِلُ الْمُهِمةُ فِي التَجْويدِ والْأحْرُفِ السبْعةِ، للمؤلف (٦٥ - ٧٩). (١) من المعلوم أنّ عثمان ومن معه من الصحابة - رضي الله عنهم - وحدُوا الرسم، ولم ينقطوه، وجعلوه يحتمل بقية الأحرف. وقد حرصوا أشد الحرص على جعل الرسمِ يحتمل أكثر من قراءة، فكتبوا قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا} في سورة هود والذاريات، ولم يكتبوا ألفًا بعد اللام، لتحتمل القراءة الأخرى، وهي: (سِلْمًا). ومثل: "فتثبتوا" "فتبينوا"، و"يُسَيرُكُمْ" و"ينشركم". ومن المعلوم أن الصحابة لم يُنقطوا ويُشكلوا القرآن، فرسموا القراءتين بدون النقط والشكل واحد، فاحتمل الرسم القراءتين. =