للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولمَّا حضَرَت خالدَ بنَ الوليدِ الوفاةُ، قالَ: لَقَد شَهِدْتُ مائةَ زَحفٍ أو زُهاءَها، وما في جسَدِي مَوضِعُ شِبرٍ إلَّا وفيه ضَربةٌ أو طعنةٌ أو رَميةٌ، ثمَّ ها أنذا أموتُ على فراشِي كما يموتُ العيرُ، فلا نامَت أعيُنُ الجُبناءِ (١).

وتُوفِّيَ خالدُ بن الوليدِ بحِمصَ، وقيلَ: بل تُوفِّيَ بالمدينةِ سنَةَ إحدَى وعشرينَ، [وقيلَ: بل تُوفِّيَ بحِمصَ ودُفِنَ في قريةٍ علَى ميلٍ مِن حِمصَ سنةَ إحدَى وعشرينَ] (٢)، أو اثنتينِ وعشرينَ في خِلافةِ عمرَ بنِ الخطَّابِ ، وأوصَى إلى عمرَ بنِ الخطَّابِ .

وروَى يحيَى بنُ سعيدٍ (٣) القطَّانُ، عَن سُفيانَ، عَن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عَن أبي وائلٍ، قالَ: بلَغَ عُمرَ بنَ الخطَّابِ أَنَّ نِسوةً مِن نساءِ بني المُغيرةِ اجتمَعْنَ في دَارٍ يبكينَ علَى خالدِ بنِ الوليدِ، فقالَ عُمرُ: وما علَيهنَّ أن يبكينَ أبا سُليمانَ ما لم يكُنْ نَقعٌ أو لقلقةٌ (٤).


(١) المجالسة وجواهر العلم (٨٣٦)، وتاريخ دمشق ١٦/ ٢٧٣.
(٢) سقط من: خ، هـ، غ، م.
(٣) في ط: "سعد"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٤) قال ابن الأثير في النهاية ٥/ ١٠٩: النقع: رفع الصوت، ونقع الصوت واستنقع: إذا ارتفع، وقيل: أراد بالنقع شق الجيوب، وقيل: أراد به وضع التراب على الرءوس، من النقع الغبار، وهو أولى، لأنه قرن به اللقلقة وهي الصوت، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنى واحد، وقال في ٤/ ٢٦٥ عن اللقلقة: أراد الصياح والجلبة عند الموت، وكأنها حكاية الأصوات الكثيرة.
والأثر أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد (٥٣)، وعبد الرزاق (٦٦٨٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦/ ٢٧٧ من طريق آخر عن أبي وائل، وعلقه البخاري عقب (١٢٩٠).