للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٧٤] أسلمُ الحبشِيُّ الأسودُ (١)، كان مملوكًا لعامرٍ اليهوديِّ يرعَى غنمًا له.

قال ابنُ إسحاقَ (٢): وكان مِن حديثِه فيما بلغَني أنَّه أتَى رسولَ اللهِ وهو مُحاصِرٌ بعضَ حصونِ خيبرَ ومعه غنمٌ له، وكان فيها أجيرًا لليهوديِّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، اعرِضْ عليَّ الإسلامَ، فعرَضه عليه فأسلَم، وكان رسولُ اللهِ لا يحقِرُ أحدًا يَدْعوه إلى الإسلامِ ويَعْرِضُه عليه، فلمَّا أسلَم، قال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كنتُ أجيرًا لصاحبِ هذه الغنمِ، وهي أمانةٌ عندي، فكيفَ أصنَعُ بها؟ قال: "اضرِبْ في وُجوهِها فسترجِعُ إلى ربِّها"، فقام الأسودُ، فأخَذَ حَفْنةً مِن حصًى، فرمَى بها في وجوهِها (٣)، وقال: ارجِعِي إلى صاحبِك، فواللهِ لا أصحَبُكِ (٤) أبدًا، فخرَجَت مُجتمِعَةً كأنَّ سائقًا يسوقُها، حتَّى


(١) أسد الغابة ١/ ٩٢، والتجريد ١/ ١٦، والإصابة ١/ ١٣٠.
وفي حاشية الأصل: "غ: أسلم: قال الطبري: كان غلامًا لرجل من نبهان من طيئ، وكانت طيئ قد بعثته ربيئة لهم، فلما ورد علي بن أبي طالب بلاد طيئ وبعثه رسول الله لهدم الفُلس صنم طبئ أخذوا أسلم العبد فأوثقوه وخوفوه القتل حتى دلهم على محال القوم ثم بعد ذلك أسلم وبقى حتى كانت الردة فشهد مع خالد بن الوليد اليمامة فأبلى بلاءً حسنًا"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب الأصل"، وقد ترجم ابن حجر في الإصابة ١/ ١٣٢ لأسلم الطائي غير أسلم الراعي الأسود، وذكر فيه ما هنا عن ابن سعد والطبري، وقال ابن حجر: استدركه ابن فتحون، اهـ، طبقات ابن سعد ٦/ ٢٢٩.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٤٤.
(٣) في م: "وجهها".
(٤) بعده في م: "بعدها".