جهدًا في تصحيحه وتقويمه، وكتب في آخره هذا الفصل، يقول ابن القلاس: كنت كتبت هذا الديوان سنة أربع وسبعين وقرأته بقرطبة على الفقيه أبي علي حسين بن محمد الغساني وقابلته معه بأصله الذي كتبه، وقرأه على الشيخ مؤلفه أبي عمر بشاطبة سنة ثلاث وخمسين، وناولني بقرطبة أيضًا الفقيه أبو عبد الله بن أبي العافية كتاب "الاستيعاب" هذا من يده إلى يدي وقال لي: ناولنيه الفقيه الشيخ أبو عمر بن عبد البر مؤلفه من يده إلى يدي، ووهبه لي، وهو أصله العتيق، وأكثره بخط يده، فقابلت أيضًا كتابي ذلك به، وكانت تلك القراءة والمناولة والمقابلة بقرطبة في مدة آخرها رجب سنة سبع وسبعين، ثم كتبت هذه الكراريس بإشبيلية من كتابي ذلك وقابلتها به وتحريت فيهما جهدي، وأكملت بحمد الله في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ومعولي في روايته وتقييده على أبي علي الجياني شيخي أمتع الله به، فهو صاحب لواء هذا المعنى وإمام هذا الشأن، وما في حواشيه كلها عنه، وله زوائد أسماءٍ استدركها ألحقتها عنه حيث يجب من الحروف وعزوتها إليه، وما كان منها مما لم يُعز إليه فهي ربما مما وقع إلي وأنارتها المطالعة بتوفيق الله تعالى، ولا أقول: إني أجيل معهما سهما ولا أدعي تنزيها ثم لأبي علي علمًا وأسأل الله أن يرضى عنهما وعني وعن جميع المسلمين ويعينني على سلوك سبيل المؤمنين ويصلي على خاتم النبيين. آمين".
ثانيًا: نسخة مكتبة الفاتح: نسخة نفيسة كتبت سنة ٥٧٤ هـ كتبها لنفسه عبد الرحمن بن علي بن هبة الله بن الحسين بالمسجد العتيق بمصر، وهي