للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روي عن أبي داود هذا أنَّه قال: إنّي لأتْبَعُ رجلًا مِن المُشركين يومَ بدرٍ لأَضرِبَه؛ إذ وقع رأسه قبل أن يَصِلَ إليه سيفي، فعَرَفتُ أنَّ غيري قتله، ذكره ابن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن يسار، عن رجالٍ مِن بني مازنِ بن النَّجَّارِ، عن أبي داودَ المازني (١).

[٢٨٧٩] أبو دُجانةَ الأنصارِيُّ السَّاعِدي (٢)، اسمُه سِمَاك بنُ خَرَشة، ويُقالُ: سِمَاكُ بنُ أوسِ بن خَرَشةَ بن لُوذانَ بن عبدِ وُدِّ بن ثعلبةَ الأنصاري، أحد ساعدة بن كعب بن الخزرج، شهد بدرًا مع النَّبيِّ ، ولو كان يُهمَةً مِن البُهم (٣) الأبطال، دافع عن رسول الله يومَ أُحُدٍ هو ومصعبُ بنُ عُمَيرٍ، فَكَثُرت فيه الجراحة (٤)، وقتِل مصعبُ بن عُمَيرٍ يومَئِذٍ، واستُشهد أبو دُجانة يومَ اليمامة، وهو ممن اشترك في قتل مُسلِمةَ يومئذٍ مع عبد اللَّهِ بن زيدِ بن عاصم ووَحْشِيِّ بن حرب.

وكان رسولُ اللهِ قد آخَى بينَ أبِي دُجَانَةَ وبينَ عُتبةَ بن غَزْوانَ، وقد مضى ذكره في باب السين من الأسماء (٥)، وأبو دجانة هو الذي


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٦٣٣، وأخرجه أحمد ٣٩/ ١٩٥ (٢٣٧٧٨) من طريق ابن إسحاق به، وفيه: "عن رجل" بدلا من: "عن رجال".
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٥١٥، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ٤/ ٤٦٧، وأسد الغابة ٥/ ٩٥، والتجريد ٢/ ١٦٣، وسير أعلام النبلاء ١/ ٢٤٣، والإصابة ١٢/ ٢٠٤.
(٣) قال الزمخشري في أساس البلاغة ١/ ٨٥: يقال فلان بُهمَةٌ من البُهْمِ: للشجاع الذي يستبهم على أقرانه مأتاه، ونقله عنه الزبيدي في تاج العروس ٣١/ ٣٠٩ (ب هـ م).
(٤) في م: "الجراحات".
(٥) تقدم في ٦/ ٢٧٠.