للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١١٩٤] مَعْبَدٌ الخُزاعِيُّ (١)، هو الذي رَدَّ أبا سفيانَ عنِ انصرافِه يومَ أُحُدٍ، وكان يومَئذٍ مُشرِكًا ثمَّ أسلَم بعدُ، وخبرُه في ذلك حسنٌ، ذكَره ابنُ إسحاقَ (٢)، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرِ بنِ محمدِ بنِ عمرِو بنِ حزمٍ، قال: لمَّا انصرَف المُشرِكون يومَ أُحُدٍ عن رسولِ اللَّهِ خرَج رسولُ اللهِ حتى انتهَى إلى حَمْراءِ الأسدِ - وهي مِن المدينةِ على ثمانيةِ أميالٍ - ليُبلِغَ المُشرِكين أنَّ بهم قُوَّةً على اتِّباعِهم، فَمَرَّ به مَعْبَدٌ الخُزَاعِيُّ - وكانت خُزاعةُ عَيْبَةَ (٣) رسولِ اللَّهِ ؛ مُسْلِمُهم ومُشرِكُهم، لا يُخْفُونَ عنه شيئًا، ولا يَدَّخِرون (٤) له نصيحةً، ومَعْبَدٌ يومَئِذٍ مُشرِكٌ، فقال: يا (٥) محمدُ، أمَا واللهِ لقد عَزَّ علينا ما أصابَك في أصحابِك، ولَوَدِدْنا أنَّ اللهَ عافاكَ (٦) منهم، ثمَّ خرَج مِن عندِ رسولِ اللَّهِ بحمراءِ (٧) الأسدِ، حتَّى لَقِيَ (٨) أبا سفيانَ بنَ حربٍ ومَن


(١) أسد الغابة ٤/ ٤٤١، والتجريد ٢/ ٨٤، والإصابة ١٠/ ٢٦٠.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ١٠٢، ١٠٣.
(٣) في غ: "عتبة"، والعيبة: وعاء من أدم، يكون فيها المتاع ويجعل فيه الثياب، والعرب تكني عن القلوب والصدور بالعياب، لأنها مستودع السرائر، كما أن العياب مستودع الثياب، النهاية ٣/ ٣٢٧، ولسان العرب ١/ ٦٣٤ (ع ي ب).
(٤) في غ: "يدعون".
(٥) في م: "أيا".
(٦) في ي، ي ١، ر، غ، م، وحاشية ط: "أعفاك"، وفي خ: "أعفانا".
(٧) في م: "وهو بحمراء".
(٨) في م: "لحق".