للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١٧٣٠] عبدُ الرحمنِ بنُ غَنْمٍ الأشعريُّ (١)، جاهِليٌّ، كان مُسلمًا على عهدِ رسولِ اللهِ ، ولم يَرَه، ولم يَفِدْ عليه، ولازَم معاذَ بنَ جبلٍ منذُ بعَثَه رسولُ اللهِ إلى اليمنِ إلى أن ماتَ في خلافةِ عمرَ، يُعرَفُ بصاحبِ معاذٍ؛ لمُلازَمتِه له، وسمِع مِن عمرَ بنِ الخطابِ، وكان (٢) أَفْقَهَ أهلِ الشامِ، وهو الذي فَقَّة عامَّةَ التَّابِعين بالشامِ، وكانَتْ له جَلالةٌ وقَدْرٌ.

وهو الذي عاتَب أبا هريرةَ وأبا الدرداءِ بحمصَ؛ إذِ انصرَفا مِن عندِ عليٍّ رَسولَيْنِ لمعاويةَ، وكان مما قال لهما: عَجَبًا منكما! كيفَ جاز عليكما ما جئتُما به؟ تَدْعُوانِ عَلِيًّا (٣) أن يجعلَها شُورَى، وقد علِمتُما أنَّه قد بايَعه المُهاجِرون والأنصارُ، وأهلُ الحجازِ والعراقِ، وأنَّ مَن رَضِيَه خيرٌ ممن كرِهه، ومَن بايَعه خيرٌ ممن لم يُبايِعْه؟! وأيُّ مَدْخَلٍ لمعاويةَ في الشورى وهو مِن الطُّلقاءِ الذين لا تجوزُ لهم الخلافةُ، وهو وأبوه (٤) رءوسُ الأحزاب؟! فنَدِما على مَسيرِهما، وتابا


(١) طبقات ابن سعد ٩/ ٤٤٤، وطبقات خليفة ٢/ ٧٨٦، والتاريخ الكبير للبخاري ٥/ ٢٤٧، وطبقات مسلم ١/ ٣٦٦، ومعجم الصحابة للبغوي ٤/ ٥٠٠، وثقات ابن حبان ٥/ ٧٨، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ٣/ ٣٠١، و تاريخ دمشق ٣٥/ ٣١١، وأسد الغابة ٣/ ٣٨٣، وتهذيب الكمال ١٧/ ٣٣٩، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٤٥، والتجريد ١/ ٣٥٤، والإنابة لمغلطاي ٢/ ٢٤، وجامع المسانيد ٥/ ٥٩٤، والإصابة ٦/ ٥٥٠، ٨/ ١٥٣.
(٢) بعده في ط، هـ، م: "من"، وفي حاشية ط: "وكان أفقه من بالشام".
(٣) بعده في ي، غ: "إلى".
(٤) بعده في م: "من".