للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مولده]

ولد ابن عبد البر لخمسٍ بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة (١)، وقيل: في رجب من سنة ثنتين وستين وثلاثمائة (٢).

والأول أثبت؛ لأنه مرويٌّ عن أبي عمر نفسه، قال صاحبه أبو الحسن طاهر بن مفوّز المعافري، وهو الذي صلَّى عليه: "سمعت أبا عمر بن عبد البر، يقول: ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة" (٣).

[نشأته]

نشا ابن عبد البر في مدينة قرطبة، وقد كانت يومئذ عاصمة الخلافة الأموية بالأندلس، وسرير الملك، ومدينة العلم، وقد سطع في سمائها نجوم المعرفة من كلِّ فنٍّ، وأصبحت مركز الحضارة الإسلامية في المغرب (٤).

وفي هذا الأفق العلمي الرَّحب نشأ وترعرع ابن عبد البر، وتفقه على فطاحل العلماء ولازمهم، وتفنن وبرع في العلوم المختلفة، حتى لُقِّب بحافظ المغرب. "طلب العلم بعد التسعين وثلاثمائة، وأدرك الكبار، وطال عمره وعلا سنده، وتكاثر عليه الطلبة، وجمع وصنَّف، ووثَّق


(١) سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٥٤، وتذكرة الحفاظ ٣/ ١١٢٨.
(٢) جذوة المقتبس ص ٣٦٧، وبغية الملتمس ٤٩٠.
(٣) الصلة ٢/ ٦٧٩، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات ٤٦١ - ٤٧٠ هـ) ١٣٧، ووفيات الأعيان ٧/ ٧١.
(٤) فضائل الأندلس وأهلها ٥٢.

<<  <  ج:
ص:  >  >>