للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وله في الجاهليَّةِ قصَّةٌ مشهورةٌ مع ذاتِ النِّحيينِ (١)، قد محاها الإسلامُ، وهو القائلُ (٢):

فَشَدَّتْ عَلَى النِّحيَينِ كفًّا شَحيحَةً (٣) … فأعجَلْتُها والفَتْكُ مِن فَعَلاتِي

في أبياتٍ تَرَكْتُ ذِكرَها؛ لأنَّ في الخبَرِ (٤) أنَّ رسولَ اللهِ سألَه عنها وتبسَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، قد رزَقَ اللهُ خيرًا، وأعوذُ باللهِ مِنَ الحورِ بعدَ الكورِ (٥).


= السنن الكبير (٦٠٧٦)، التمهيد ١٢/ ٤٣٥.
(١) مثنى النِّحي، والنحي: زق للسمن، والجمع أنحاء، الصحاح ٦/ ٢٥٠٤ (ن ح و).
(٢) إصلاح المنطق ١/ ٢٣٠، والزاهر لابن الأنباري ص ٤٠٥، والصحاح ٦/ ٢٥٠٤ (ن ح و)، وثمار القلوب ص ٣٩٣.
(٣) في ي، خ، وحاشية ط: "بخيلة".
(٤) سقط من: م.
(٥) في حاشية ط: "من معاني الحور: النقصان، ومن معاني الكور: الزيادة"، القاموس المحيط ١/ ١٠، ١٣٤ (ح و ر، ك و ر).
وأيضًا في حاشية ط: "قال الدلجي: هكذا قاله الهروي، والمروي عن خوات أنه قال: لما نزلت مع رسول الله مر الظهران فإذا النساء يتحدثن فأعجبنني، فأخرجت حلة من عيبتي فلبستها، وجلست إليهن، فمر بنا رسول الله من قبته، فقلت: يا رسول الله جملي شرود وأنا أبتغي له قيدًا، فمضى واتبعته فألقى لي رداءه، ودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، ثم جاء، فقال: يا أبا عبد الله ما فعل شرود جملك؟ ثم ارتحلنا فجعل كلما لحقني قال: السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شرود جملك؟ فتعجلت المدينة وتركت مجالسته والمسجد، فطول ذلك عليَّ، فتحينت خلو المسجد ثم دخلته فطفقت أُصلِّي، فخرج من بعض حجراته فصلى ركعتين خففهما، وطولت رجاء أن يذهب عني، فقال: طول أبا عبد الله ما شئت فلست ببارح حتى تنصرف، فقلت: والله لأعتذرن إليه، فانصرفت، فقال: السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد الجمل؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال: رحمك الله، مرتين أو ثلاثة ثم لم يعد". =