للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يُنازِعُنا سُلطانَه أحَدٌ، فأبَى علينا قومُنا فولَّوا غيرَنا، وايمُ اللَّهِ لَولا مَخافَةُ الفُرقَةِ وأن يَعودَ الكُفرُ ويَبورَ (١) الدِّينُ لغَيَّرنا، فصبَرْنا علَى بعضِ الألمِ، ثُمَّ لَم نَرَ بحَمدِ اللَّهِ إلَّا خَيرًا، ثمَّ وثَبَ الناسُ علَى عُثمانَ فقتَلُوه، ثُمَّ بايَعُوني ولَم أستَكرِهْ أحَدًا، وبايَعَني طَلحَةُ والزُّبيرُ، ولَم يَصبِرَا شَهرًا كامِلًا حتَّى خَرَجا إلَى العِراقِ ناكِثَينِ، اللَّهمَّ فخُذْهما بفِتنَتِهما (٢) للمُسلمينَ، فقالَ رِفاعةُ بنُ رافعٍ الزُّرَقيُّ: إِنَّ اللهَ لمَّا قبَضَ رسولَه ظنَنَّا أنَّا أحَقُّ الناسِ بهذا الأمرِ لنُصرَتِنا الرسولَ ومَكانِنا مِن الدِّينِ، فقُلتُم: نحن المهاجرونَ الأوَّلونَ وأولياءُ رسولِ اللَّهِ الأقربونَ، وإنَّا نُذَكِّرُكم اللهَ أن تنازِعونا مَقامَه (٣) في الناسِ، فخلَّيناكم والأمرَ، فأنتم أَعلَمُ وما كانَ بينَكم (٤)، غيرَ أنَّا لمَّا رأيْنا الحَقَّ معمولًا به، والكتابَ مُتَّبعًا، والسُّنَّةَ قائمةً رضِينَا، ولم يكُنْ لنا إلَّا ذلك، فلمَّا رأيْنا الأثرَةَ أنكَرْنا لِنُرضِيَ (٥) اللهَ ﷿، ثمَّ بايعناك ولم نألُ، وقد خالَفَك مَن أنتَ في أنفسِنا خيرٌ منه وأرضَى، فمُرْنا بأمرِك.

وقدِمَ الحجَّاجُ بنُ غَزيَّةَ الأنصاريُّ، فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ:

دَرَاكِها دَرَاكِها قبلَ الفَوتْ


(١) في م: "يبوء".
(٢) في حاشية ط: "بفئتيهما".
(٣) في هـ: "مكانه".
(٤) في خ: "منكم".
(٥) في م: "لرضا".