للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولَمَّا ادَّعَى معاويةُ زِيادًا دخَل عليه بنو أُمَيَّةَ، وفيهم عبدُ الرَّحمنِ ابنُ الحَكَم، فقال له: يا معاويةُ، لو لم تَجِدْ إِلَّا الزَّنْج لاستكثَرْتَ بهم علينا قِلَّةٌ وذِلَّةٌ، فأقبل معاوية على مروان، وقال: أخرج عَنا هذا الخَليعَ، فقال مروانُ: واللهِ إنَّه لَخَليعٌ ما يُطاقُ، فقال معاوية: والله لولا حِلْمِي وتجاوزِي لَعَلِمْتُ أنَّه يُطَاقُ، أَلَم يَبْلُغْني شِعْرُه فيَّ وفي زيادٍ؟ ثمَّ قال لمروان: أسْمِعْنِيهِ، فقال (١):

أَلَا أَبْلِغْ معاويةَ بن صخرٍ … فقَد (٢) ضَاقَتْ بما تأتي اليَدَانِ

أَتَغْضَبُ أَنْ يُقالَ أَبُوكَ عَفٌّ (٣) … وتَرْضَى أن يُقال أبوكَ زَانٍ

فأشهَدُ أَنَّ رَحْمَكَ مِن زيادٍ … كَرَحْمِ اللَّيلِ مِن ولَدِ الأَتَانِ

وأشْهَدُ أَنَّها حَمَلَتْ زِيادًا … وصَخْرٌ مِن سُمَيَّةَ غَيرُ دَانِ

وهذه الأبياتُ تُروَى ليزيد بن ربيعةَ بنِ مُفَرِّعَ (٤) الحِمْيَريِّ الشَّاعِرِ، ومَن رَواها له جَعَلَ أَوَّلَها:

ألَا أَبْلِغْ معاويةَ بن حَرْبٍ (٥) مغلغلةً (٦) مِن الرَّجُلِ اليَماني

وذكر الأبيات كما ذكرناها سواء.


(١) الحيوان ٧/ ١٣٩ وفيه البيت الثاني والثالث، والأبيات الأربعة في العفو والاعتذار للرقام البصري ص ١٩٢، وتاريخ دمشق ٣٤/ ٣١٤، ولسان العرب ٦/ ١٣٤ (ع ر س).
(٢) في ط، ي ١: "لقد"، وفي حاشية ط كالمثبت.
(٣) في ط: "برٌّ"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٤) غير منقوطة في: ي، وفي ي ١: "معاوية"، وفي م: "مفرع"، والأبيات ليزيد بن مفرغ في أنساب الأشراف ٥/ ٣٧٥، وتاريخ ابن جرير ٥/ ٣١٨، والأغاني ١٣/ ٢٩٠.
(٥) في ط: "صخر".
(٦) المغلغلة: الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد، الصحاح ٥/ ١٧٨٣ (غلغل).