للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فمَن يَكُ سائِلًا عنِّي فَإِنِّي … أنا النمري جارِ الزِّبرقانِ

وفي إقبال الزِّبرقانِ إلى عمر بصدقاتِ قومِه لقيه الحُطيئة وهو سائرٌ ببنيه وأهله (١) إلى العِراقِ؛ فرارًا مِن السَّنَةِ وطلَبًا للعيش، فأمَرَه الزبرقانُ أن يقصد دارَه، وأعطاه أمارَةً يكون بها ضَيفًا له حتّى يلحق به، ففعَلَ الحُطيئةُ، ثمَّ هجاه بعد ذلك بقوله (٢):

دَعِ المَكارِمَ لا ترحَلْ لبُغْيتِها (٣) .... واقعُدْ فإِنَّكَ أَنتَ الطَّاعِمُ الكاسِي

فشَكاه الزّبرقانُ إلى عُمرَ، فسألَ عمرُ (٤) حسان بن ثابتٍ عن قولِه هذا، فقضى أنَّه [هجوٌ له وضَعَةٌ] (٥) منه، فألقاه عمرُ بنُ الخطَّابِ لذلك في مَطمورَةٍ (٦) حتَّى شفَعَ له عبدُ الرَّحمن بن عوفٍ والزُّبيرُ، فَأَطلَقَهُ


(١) سقط من: ط، هـ، وفي حاشية ط: كالمثبت.
(٢) ديوان الحطيئة ص ٢٨٤، وله في: العين ١/ ١٤٣، والأمثال لابن سلام ١/ ١٦٨، وطبقات فحول الشعراء ١/ ١١٦، وعيون الأخبار ١/ ٣٤٠، والأغاني ٢/ ١٧٧.
(٣) في ط: "لبيعتها"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٤) في حاشية ط: "فقال له عمر : يا خبيث، لأشغلنك عن أعراض الناس، فألقاه في مطمورة، فقال وهو محبوس:
ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ .... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمةٍ .... فاغفر عليك سلام الله يا عمرُ
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه .... ألقى إليك مقاليد النهى البشرُ
ما آثروك بها إذ قدموك لها .... لكن بك استأثروا إذ كانت الأثرُ
فرق له عمر وأخرجه، وأراد بالأفراخ: أولاده، من شرح الشواهد لسيدي عبد الرحمن البابي "، وبعده بخط مختلف: "قوله: لسيدي عبد الرحمن، غلط، وإنما هو أخوه سيدي محمد".
(٥) في ي: "هجاه ووضع".
(٦) المطمورة: الحبس، تاج العروس ١٢/ ٤٣٥ (ط م ر).