للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأنا أقولُ وهو يشتعِلُ بالنارِ:

يا ذا الكَفَّينِ لستُ عُبَّادِكَا

مِيلادُنا أكبرُ مِن مِيلادِكَا

إنِّي حَشَوتُ النارَ في فُؤَادِكا

ثم قدِمتُ على رسولِ اللهِ فَأَقَمْتُ معه حتى قُبِضَ.

قال: فلمَّا بعَث أبو بكرٍ بَعْثَه إلى مُسلِمةَ الكَذَّابِ خَرَجتُ، ومعي ابني مع المسلمين عمرُو بنُ الطُّفَيل، حتى إذا كُنَّا ببعضِ الطريقِ رأيتُ رُؤْيا، فقلتُ لأصحابي: إنِّي قد رأيتُ رُؤْيا عَبِّروها، قالوا: وما رأيتَ؟ قلتُ: رأيتُ رأسي حُلِق، وأنَّه خرَج مِن فَمِي (١) طائرٌ، وأنَّ امرأةً لَقِيَتْني وأدخَلَتْني في فَرْجِها، وكأنَّ ابنِي يَطْلُبُني طَلَبًا حَثِيثًا، فَحِيلَ بيني وبينه، قالوا خيرًا، قال: أمَّا أنا واللهِ فقد أَوَّلتها، أمَّا حلقُ رأسي فقَطْعُه، وأمَّا الطائرُ فَرُوحِي، وأمَّا المرأةُ التي أدخلتني في فَرْجِها فالأرضُ تُحْفَرُ لي وأُدفَنُ فيها، فقد رُوِّعْتُ (٢) أن أُقتَلَ شهيدًا، وأمَّا طلبُ ابنِي إِيَّايَ فلا أُرَاه إلا سَيُعْذَرُ (٣) في طَلَبِ الشهادةِ، ولا أُرَاه يَلْحَقُ في سَفَرِنا هذا، فقُتِل الطُّفَيلُ شَهِيدًا يومَ اليمامةِ، وجُرِح ابنُه، ثم قُتِل باليرموكِ بعدَ ذلك في زمنِ عمرَ بن الخَطَّابِ شهيدًا (٤).


(١) في ي ١، غ، ف: "فيَّ".
(٢) في هـ، م: "رجوت".
(٣) في هـ، م: "سيغدو".
(٤) قال ابن حجر في الإصابة ٥/ ٤٠٣: وروى ابن إسحاق في نسخة من المغازي من طريق صالح بن كيسان عن الطفيل بن عمرو في قصة إسلامه خبرًا طويلا … فذكر بعضه، ثم قال=