للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان كعبُ بنُ مالكٍ يومَ أُحُدٍ لبِس لأُمَةَ النبيِّ ، وكانَتْ صفراءَ، ولَبِسَ النبيُّ لأمَتَه، فَجُرِحَ كعبُ بنُ مالكٍ أحدَ عَشَرَ جُرْحًا.

تُوفِّي كعبُ بنُ مالكٍ في خِلافةِ (١) معاويةَ سنةَ خمسينَ، وقيل: سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ، وهو ابن سبعٍ وسبعينَ، وكان قد عَمِي وذهَب بصرُه في آخِرِ عُمُرِه، يُعَدُّ في المَدَنِيِّين، روَى عنه جماعةٌ مِن التابِعينَ.

أخبَرنا عبدُ الوارثِ بنُ سفيانَ، حدَّثنا قاسمُ بنُ أصبغَ، حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ السلامِ، حدَّثنا الرِّيَاشِيُّ، قال: حَدَّثنا عُبَيدُ بنُ عَقِيلٍ، قال: حدَّثنا جريرُ بنُ حازمٍ، عن محمدِ بن سيرينَ، قال: كان شعراءُ المسلمين حَسَّانَ بنَ ثابتٍ، وعبدَ اللَّهِ بنَ رَوَاحَةَ، وكعبَ بنَ مالكٍ؛ فكان كعبٌ يُخَوِّفُهم الحربَ، وعبدُ اللَّهِ يُعَيِّرُهم بالكفرِ، وكان حَسَّانُ يُقْبِلُ على الأنسابِ، قال ابن سيرينَ: فبَلَغَني أَنَّ دَوْسًا إِنَّما أَسْلَمَتْ فَرَقًا (٢) مِن قول كعبِ بن مالكٍ:

قَضَيْنا مِن تِهامَةَ كُلَّ وَتْرٍ (٣) … وخيبرَ ثُمَّ أَعْمَدْنا (٤) السُّيُوفَا

نُخَيِّرها (٥) ولو نَطَقَتْ لَقَالَتْ … قَوَاطِعُهنَّ دَوْسًا أو ثَقِيفَا


(١) م: "زمن "، وفي حاشيتها: "خلافة إحدى النسختين".
(٢) الفرَق بالتحريك: الخوف والفزع، النهاية ٣/ ٤٣٨.
(٣) في ر، وحاشية ط: "ريب"، والوَتر والوِتر: الظلم في الذَّحْل، والذحل: الثأر، لسان العرب ٥/ ٢٧٤، ١١/ ٢٥٦ (و ت ر، ذ ح ل).
(٤) في ي: "أعمدنا"، وفي حاشية ط: "أجمعنا".
(٥) في ط، ي: "تحيرنا"، وفي ي ١: "تخيرنا"، وفي خ، وحاشية ط: "تخبرنا"، وكتب =