للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبيه، قال: كان معاذٌ رجلًا شابًا جميلًا مِن أفضلِ شبابِ (١) قومِه، سَمْحًا لا يُمْسِكُ، فَلَمْ يَزَلْ يَدَّانُ حتَّى أُغْلِقَ مَالُهِ (٢) كلُّه مِن الدَّيْنِ، فأتَى النبيَّ ، فطَلَبَ إليه أنْ يَسْأَلَ غُرَماءه أنْ يَضَعُوا له، فأَبَوْا، ولو ترَكوا لأحدٍ مِن أجْلِ أحدٍ لَتَرَكُوا لِمُعَاذٍ مِن أَجْلِ رسولِ اللَّهِ ، فَبَاعَ النبيُّ مالَه كلَّه في دَيْنِه، حتَّى قام معاذٌ بغيرِ شيءٍ (٣)، حتَّى إذا كان عامُ فتحِ مكَّةَ بعَثه النبيُّ إلى طائفةٍ مِن أهلِ اليمنِ لِيَجْبُرَه، فَمَكَثَ معاذٌ باليمنِ أميرًا، وكان أَوَّلَ مَن تَجِر (٤) في مالِ اللهِ هو، فمَكَثَ حتَّى أصابَ، وحتَّى قُبِضَ رسولُ اللهِ ، فلَمَّا قدِم قال عمرُ لأبي بكرٍ: أرسِلْ إلى هذا الرجلِ فَدَعْ له ما يُعَيِّشُه، وخُذْ سائرَه منه، فقال أبو بكرٍ: إِنَّما بَعَثَه النبيُّ ليجبُرَه (٥)، ولَسْتُ بِآخِذ منه شيئًا إِلا أَنْ يُعطيني، فانْطَلَقَ عمرُ إليه؛ إذ لم يُطِعْه أبو بكرٍ، فذكَر ذلك لمعاذٍ، فقال معاذٌ: إنَّما أرسَلَني النبيُّ لِيَجْبُرَني، ولَسْتُ بفاعلٍ، [ثمَّ لقِيَ] (٦) معاذٌ عمرَ، فقال: قد (٧) أَطَعْتُك وأنا فاعلٌ ما أمَرْتَنِي به؛ إِنِّي (٨) رأيتُ في


(١) في م: "سادات".
(٢) أُغلق ماله: أي: وجب أداؤه للدائن والمرتهن، النهاية ٣/ ٣٧٩.
(٣) في حاشية خ: "قال أبو نعيم الأصبهاني الحافظ في كتاب الحلية: غرماء معاذ كانوا يهود؛ فلذلك لم يضعوا عنه شيئا"، الحلية ١/ ٢٣١.
(٤) في م: "اتجر".
(٥) سقط من: م.
(٦) في م: "ثم أتى".
(٧) في ي: "إني قد".
(٨) في ي ١: "وإني"، وفي م: "فإني".