للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ورُوِي عن مجاهدٍ أنَّه قال أيضًا: كانوا خيرَ النَّاسِ على الشَّرطِ الذي ذكَره اللهُ تعالى: يأمُرون بالمعروفِ، ويَنْهَون عن المُنكَرِ، ويُؤْمِنُونَ بِاللهِ (١).

وجاء عن عمرَ بنِ الخَطَّابِ ، أنَّه قال: مَن سرَّهُ أن يكونَ من تلك الأُمَّةِ (٢) فَليُؤَدِّ شرطَ اللهِ تعالى فيها (٣).

وقال بعضُ أهلِ العلمِ: ﴿كُنْتُمْ﴾ بمعنى: أنتم، والكافُ صِلَةٌ (٤).

وقال آخَرون: كنتُم في اللَّوحِ المحفوظِ، وهو الذِّكرُ، وأمُّ الكتابِ، واستدلُّوا بقولِ اللهِ تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾، إلى قولِه تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٧].

وروَى ابنُ القاسمِ عن مالكٍ أنَّه سَمِعه يقولُ: لَمَّا دَخَل أصحابُ رسولِ اللهِ الشَّامَ نظَر إليهم رجلٌ مِن أهلِ الكتابِ، فقال: ما كان أصحابُ عيسى ابنِ مريمَ الذينَ قُطِّعُوا بالمَناشِيرِ وصُلِّبُوا على الخُشُبِ


= تفسيره (٨٠٣) من طريق وكيع به، وأخرجه البخاري (٤٥٥٧)، والنسائي في الكبرى (١١٠٠٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٧٣٢ (٣٩٧١) من طريق سفيان به.
(١) تفسير ابن جرير ٥/ ٦٧٤، وتفسير ابن المنذر (٨٠٨).
(٢) في الأصل، ط، هـ، ف: "الأمم".
(٣) تفسير ابن جرير ٥/ ٦٧٢، ٦٧٣.
(٤) صلة يعني زائدة، وهذا من مصطلحات النحو الكوفي، وليس معنى أنها صلة أو زائدة أن دخولها في الكلام أو خروجها منه سواء، بل دخول مثل هذا الحرف لمعنى وفائدة لا تحسن دونه. مصطلحات النحو الكوفي ص ٣٨ وما بعدها.