للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وشهِد المِقْدادُ فتحَ مصرَ، وماتَ في أرضِه بالجُرْفِ، فَحُمِل إلى المدينةِ ودُفِن بها، وصَلَّى عليه عثمانُ بنُ عَفَّانَ سنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ (١).

روَى عنه كبارُ التَّابِعِينَ: طارقُ بنُ شهابٍ، و [عُبَيدُ اللَّهِ] (٢) بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ، وعبدُ الرحمنِ ابنُ أبي ليلى، ومِثْلُهم.

وروَى طارقُ بنُ شهابٍ، عن ابنِ مسعودٍ، قال: لقد شَهِدْتُ مِن المِقْدادِ مَشْهَدًا لأَنْ أكونَ صاحبَه أَحَبُّ إليَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشمسُ، وذلك أنَّه أتَى النبيَّ وهو يَذْكُرُ المُشركين (٣)، فقال: يا رسولَ اللَّهِ إنَّا واللَّهِ لا نقولُ لك كما قال أصحابُ موسى لموسى: اذْهَبْ أنت وربُّك فقاتلا إنَّا ههنا قاعدون، ولَكِنَّا نُقَاتِلُ مِن بينَ يَدَيْك ومِن خلفِك، وعن يَمِينِك وعن شِمَالِك، قال: فرأيتُ رسولَ اللَّهِ يُشْرِقُ


= والخطيب في تاريخ بغداد ١٤/ ٥١٠، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠/ ٤٥٢، ٤٣/ ٣٨٤، ٣٨٥، ٦٠/ ١٧٨، من طريق كثير أبي إسماعيل به، وسيأتي في ٥/ ١٢٠.
(١) في حاشية خ: "غ: قال المالكي: غزا المقداد إفريقية مع عبد الله بن أبي سرح، وكانت له بها مقامات مشهورة، ومشاهد مذكورة، وقال عبد الله بن وهب في جامعه: أخبرني عبد الله بن لهيعة، أنه سمع يزيد بن أبي حبيب يذكر أن المقداد بن الأسود هذا كان قد غزا مع عبد الله بن سعد إفريقية، فلما رجعوا، قال عبد الله للمقداد في دار بناها: كيف ترى بنيان هذه الدار؟ فقال له المقداد: إن كانت من مال الله فقد أفسدت، وإن كانت من مالك فقد أسرفت، فقال له عبد الله: لولا أن يقول الناس: أفسد مرتين، لهدمتها"، رياض النفوس للمالكي ١/ ٧٣، ٧٤.
(٢) في ي، ر: "عبد الله".
(٣) في م: "المسلمين".