للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَمِّك العاصيَ ليس بعاصٍ، ولكنَّه مُطِيعٌ" (١).

روَى عنه ابنُه عبدُ اللَّهِ بنِ مُطِيعٍ، ورُوي في تَسْميةِ رسولِ اللَّهِ إيَّاه مُطِيعًا خبرٌ رواه أهلُ المدينةِ، أنَّ النبيَّ جلَس على المنبرِ، وقال للناسِ: "اجلِسوا"، فدخَل العاصي بنُ الأسودِ، فسمِع قولَه: "اجلِسوا"، فجلَس، فلمَّا نزَل النبيُّ جاء (٢) العاصي، فقال له رسولُ اللَّهِ : "يا عاصي، ما لي لم أَرَكَ في الصلاةِ؟ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللَّهِ، دخَلتُ فسمِعتُك تقولُ: "اجلِسوا"، فجلَستُ حيثُ انتهى إليَّ السمعُ، فقال: "لستَ بالعاصِي، ولكنَّك مُطِيعٌ"، فَسُمِّيَ مُطِيعًا مِن يومِئذٍ (٣).

قالوا: ولم يُدرِكْ مِن العُصَاةِ مِن قُرَيشٍ الإسلامَ أحدٌ غيرُ مُطِيعِ بنِ الأسودِ هذا، أسلَم يومَ فتحِ مكةَ، وهو مِن المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهم، وأوصَى إلى الزبيرِ بنِ العَوَّامِ، وماتَ في خلافةِ عثمانَ.

مِن حديثِه أنَّه سمِع النبي يقولُ: "لا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بعدَ


(١) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة ٤/ ٤١٥، والمزي في تهذيب الكمال ٢٨/ ٩١، وقال سبط ابن العجمي: "بخط كاتب الأصل في الهامش: قال الطبري: والعاصي بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة، وفد على النبي فسماه مطيعًا"، أسد الغابة ٣/ ٦، والتجريد ١/ ٢٨١، ترجمة العاصى بن عامر، وتُرجم له في: مطيع بن عامر في: أسد الغابة ٤/ ٤١٦، والتجريد ٢/ ٨٠، وجامع المسانيد ٧/ ٤٤٠، والإصابة ١٠/ ٢٠٠.
(٢) في غ: "جاءه".
(٣) ذكره ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ١/ ١٥٨، وابن الأثير في أسد الغابة ٤/ ٤١٥.