للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خرج صُهَيْبٌ مُهاجِرًا إلى رسولِ اللهِ فَاتَّبَعَه نَفَرٌ مِن المشركين، فانتَثرَ ما في كِنانتِه، وقال لهم: يا معشرَ قُرَيشٍ، قد تعلمون أنِّي مِن أَرْمَاكم، وواللهِ لا تَصِلُون إليَّ حَتَّى أَرْمِيَكُم بِكُلِّ سهمٍ معي، ثمَّ أَضْرِبَكُم بِسَيْفِي ما بقى في يَدِي منه شيءٌ، فإن كنتُم تُريدون مالِي دَلَلْتُكم عليه، فقالوا: فَدُلَّنا على مالِك ونُخَلِّي عنك، فَتَعَاهَدُوا (١) على ذلك فَدَلَّهُمْ، ولَحِقَ برسول الله ، فقال له رسولُ اللَّهِ : "رَبِح البيعُ أبا يحيى، [رَبِح البيعُ أبا يحيى] (٢) "، فأنزَل اللهُ تعالى فيه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [البقرة: ٢٠٧] (٣).

قال أبو عمرَ : كان صُهَيْبٌ مع فضله وورَعِه حَسَنَ الخُلُقِ مُداعِبًا، رُوِّينا عنه أنَّه قال: جِئْتُ النبيّ وهو نازِلٌ بِقُبَاءٍ، وبينَ أَيْدِيهِم رُطَبٌ وتمرٌ، وأنا أَرْمَدُ فأَكَلْتُ، فقال لي (٤) النبيُّ : "أتأكُلُ التَّمْرَ على عَيْنِك؟ "، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، آكُلُ في شِقِّ عَيْنِي الصَّحيحة؟! فضحِكَ رسولُ اللهِ حَتَّى بَدَتْ نَواجِدُه (٥).


(١) في ي: "فتعاقدوا".
(٢) زيادة من خ.
(٣) تاريخ دمشق ٢٤/ ٢٢٨، ٢٢٩، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٢٠٩ عن عفان وموسى بن إسماعيل به وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (٦٧٧ - بقية) - وعنه أبو نعيم في الحلية ١/ ١٥١ - عن عفان وحده به.
(٤) زيادة من خ.
(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٢٠٩، والبزار (٢٠٩٥)، وابن ماجه (٣٤٤٣)، =