للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أشهرٍ"، وخرَج معه إلى حُنَينٍ، واستعارَه رسولُ الله سلاحًا، فقال: طوعًا أو كَرْهًا؟ فقال: "بل طَوْعًا، عاريَّةٌ مضمونةٌ"، فأعارَه، وأعطاه رسولُ اللهِ مِن الغنائمِ (١) يومَ حُنَينٍ فأكثَر، فقال صفوانُ: أشهدُ باللَّهِ ما طابَتْ بهذا إلا نفس نبيٍّ، فأسلَم وأقامَ بمكةَ (٢).

ثم إنَّه قيل له: إنَّه (٣) مَن لم يُهاجِرْ هَلَك، ولا إسلامَ لمَن لا هجرةَ له، فقدم المدينةَ مُهاجِرًا، فنَزل على العباس بن عبدِ المُطَّلِبِ، وذكَر ذلك لرسولِ اللهِ فقال رسولُ الله : "لا هجرةَ بعدَ الفتحِ وقال له: "على مَن نَزَلتَ أبا وهبٍ؟ قال: نَزَلتُ على العَبَّاسِ، قال: "نَزَلتَ على أشدِّ قريشٍ لقريشٍ حُبًّا (٤) "، ثم أمَره أن ينصرفَ إلى مكةَ، فانصرَف إليها، فأقام بها حتى مات، هكذا قال جماعةٌ مِن أهلِ العلمِ بالأخبارِ والأنسابِ، أنَّ عُمير بن وهبٍ هو الذي جاء صفوانَ بنَ أُمَيَّةَ بِبُردِ رسولِ اللهِ أمانًا لصفوانَ، وذكر مالكٌ (٥)، عن ابن شهابٍ،


(١) في ي، غ، هـ، ف: "المغانم".
(٢) مغازي الواقدي ٢/ ٨٥٣، ٨٥٤، ونسب قريش ص ٣٨٨، وتاريخ دمشق ٢٤/ ٨٠٥.
(٣) زيادة من خ.
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤/ ٢١، وابن شبة في تاريخ المدينة ٢/ ٤٨٣، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ١/ ٢٦٣، ٥٠٣، وابن أبي خيثمة في تاريخه ١/ ٣٣٩، والبلاذري في أنساب الأشراف ٤/ ١٧، والدولابي في الكنى والأسماء (٤٩٦)، والبغوي في معجم الصحابة (١٦١٦)، وابن قانع في معجم الصحابة ٢/ ١٨، والطبراني في المعجم الكبير ١٣/ ١٣١ (٣٣٠)، والحاكم ٣/ ٣٢٦، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٤١٠٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١١/ ٣٤١ عن عبد الله بن حارثة.
(٥) الموطأ ٢/ ٥٤٣.