للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان على شُرْطَةِ معاويةَ، ثم صار عامِلًا له على الكوفةِ بعدَ زيادٍ، وَلَّاه (١) عليها معاويةُ سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ، وعزَله سنةَ سبعٍ وخمسينَ، ووَلَّى مكانَه عبدَ الرحمنِ ابنَ أمِّ الحَكمِ، وضَمَّه إلى الشامِ، وكان معه حتى مات معاويةُ، فَصَلَّى عليه، وقام بخلافتِه حتى قدِم يزيدُ بنُ معاويةَ، فكان [معه إلى أنْ مات يزيدُ، وماتَ بعدَه ابنُه مُعاويةُ بنُ يزيدَ] (٢)، ووثَب مروانُ على بعضِ الشامِ، وبُويِعَ له، فبايَعَ الضَّحَّاكَ بنَ قيسٍ أكثرُ أهلِ الشامِ لابنِ الزُّبيرِ، ودَعا إليه، فاقْتَتَلُوا، فقُتِل الضَّحَّاكُ بنُ قيسٍ، وذلك بِمَرْجِ راهِطٍ.

ذكَر المَدائِنيُّ في كتابِ "المكائدِ" له، قال: لمَّا التَقَى مروانُ والضَّحَّاكُ بمَرْجِ راهِطٍ اقْتَتَلوا (٣)، فقال عُبَيدُ اللهِ بنُ زيادٍ لمروانَ: إِنَّ فرسانَ قيسٍ مع الضَّحَّاكِ ولا تنالُ منه ما تريدُ إلا بكَيدٍ (٤)، فأَرْسِلْ إليه فاسأَلْه المُوادَعةَ حتى تنظُرَ في أمرِك، على أنَّك إن رأيتَ البيعةَ لابنِ الزُّبَيرِ بايَعْتَ، ففعَل، فأجابَه الضَّحَّاكُ إلى المُوادَعةِ، وأصبَح أصحابُه (٥) قد وضَعوا سلاحَهم، وكَفُّوا عن القتالِ، فقال عُبَيدُ اللهِ بنُ زيادٍ لمروانَ: دونَك، فَشَدَّ مروانُ ومَن معه على عسكرِ الضَّحَّاكِ على


(١) في خ: "وولاه".
(٢) في م: "مع يزيد وابنه معاوية إلى أن ماتا".
(٣) في خ: "فاقتتلوا".
(٤) في هـ: "بمكيدة".
(٥) في ي: "وأصحابه".